فيينا: ابدت مصادر في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" عدم ارتياحها من عدم تعاون روسيا مع دول المنظمة وذلك من خلال استمرارها في انتاج مستويات قياسية من النفط الخام قاربت ال 10 ملايين برميل في اليوم. وحملت هذه المصادر روسيا مسؤولية ما قد يحدث من تدهور في اسعار النفط الخام خلال المرحلة المقبلة لاسيما مع توقعات المنظمة بتراجع الطلب عليه خلال الربعين الأول والثاني من العام الجاري. وقالت انه على الرغم من مناشدات المنظمة المتكررة للدول المنتجة من خارجها ولاسيما روسيا لتفعيل التنسيق بينها وبين المنظمة والالتزام بالاليات المعتمدة لضمان المواءمة بين العرض والطلب في سوق النفط العالمية الا ان موسكو لم تبد التعاون المنشود بهذا الخصوص بل ان انتاجها النفطي حقق رقما قياسيا. كما اكدت المصادر ذاتها وفقا لما ورد في وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن مسؤولية استقرار السوق النفطية لا تتحمله دول "أوبك" لوحدها بل هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع الدول المنتجة للنفط من خارج وداخل المنظمة. وفي هذا الخصوص تطرقت المصادر ايضا لما ورد في تقرير وزارة الطاقة الروسية من معلومات مفادها ان انتاج النفط من الحقول الروسية حقق خلال العام الماضي وعلى غير المنتظر رقما قياسيا اذ بلغ 9.925 مليون برميل يوميا مع ان الخبراء توقعوا ان يصل هذا الانتاج إلى 9.87 مليون برميل وهو الرقم الذي تحقق في سنة 2007 بالنظر إلى أن الانتاج قد تراجع في عام 2008. وقالوا إن ارتفاع الأسعار خلال السنة الماضية ادى إلى تطوير حقول سيبيريا الشرقية لتسويق النفط الروسي عبر الانابيب الروسية الجديدة الممتدة الى المحيط الهادئ ومن المنتظر ان يرتفع الانتاج في العام الحالي بنسبة 1.1%. كما ذكرت المصادر بأن روسيا باتت حاليا اكبر منتج للنفط حيث تجاوزت المملكة العربية السعودية الملتزمة بنظام الحصص الانتاجية التي حددتها منظمة "أوبك" للدول الأعضاء في محاولة لايجاد التوازن في السوق النفطية العالمية". يذكر ان منظمة "أوبك" التي تغطي حوالي 40% من الاستهلاك العالمي من النفط في العالم قررت في 22 من شهر ديسمبر الماضي في العاصمة الانجولية "لوندا" الابقاء على سقف الانتاج الحالي البالغ 24.800 مليون برميل في اليوم باستثناء العراق الذي لايخضع لنظام الحصص الانتاجية دون تعديل بعد ان لاحظت ان المقومات الاساسية للسوق من العرض والطلب سلمية ومتوازنة. كما اكدت المنظمة وجود وفرة في المعروض من النفط الخام رابطة ما تشهده السوق النفطية من تذبذب في الاسعار بعوامل خارجة عن سيطرة المنظمة واساسيات السوق من العرض والطلب معتبرة "ان مستويات الاسعار الحالية بين 70 و 80 دولارا للبرميل مريحة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء". وكان الامين العام ل "أوبك" الدكتور عبد الله البدري دعا مؤخرا الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة وفي مقدمتها روسيا والنرويج والمكسيك الى الانضمام الى جهود المنظمة في تحقيق الاستقرار في السوق النفطية العالمية باعتبار ان "انهيار الاسعار لن يكون لصالح احد ". وتشير البيانات إلى أن أسعار العقود الآجلة للنفط الخام قد ارتفعت بأكثر من الضعف وذلك مقارنة بالمستوي المسجل في ديسمبر من العام 2008 حيث كان سعر الخام قد وصل لأدني مستوي له منذ أربعة أعوام.