تعقد منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك" اليوم الأربعاء اجتماعها الوزاري الاستثنائي في مدينة "وهران" الجزائرية حيث يناقش وزراء النفط والطاقة قضايا تتركز حول العرض والطلب ومستويات اسعار الخام المتدنية في السوق العالمية. وقالت مصادر بالمنظمة في تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" ان جدول اعمال المؤتمر سيتضمن قضايا عديدة ابرزها تحديد سقف الانتاج للربع الأول من العام القادم خاصة في ظل التقارير التي تتوقع استمرار التراجع علي الطلب علي الخام خلال الربعين الأول والثاني من العام المقبل. ويتضمن جدول اعمال المؤتمر كذلك النظر في اقرار خفض سقف الانتاج للحد من تراجع اسعار الخام التي وصلت الي مستويات متدنية جدا. واضافت المصادر ان وزراء المنظمة سينظرون في مسألة ضمان الامدادات النفطية الي الاسواق العالمية بأسعار مناسبة للمنتجين والمستهلكين علي حد سواء، فضلا عن توحيد وتنسيق السياسات النفطية بين الدول الاعضاء في المنظمة. واعربت المصادر ذاتها عن اعتقادها القوي بأن موضوع خفض سقف الانتاج يبدو محسوما من قبل وزراء نفط المنظمة خاصة بعد التدهور الحاد في اسعار النفط الخام بالأسواق العالمية. وعزت هذه المصادر اجماع اعضاء "اوبك" علي خفض سقف الانتاج الي قناعتهم بوجود امدادات كبيرة من النفط الخام في الأسواق العالمية لا تتناسب وحجم الطلب عليه في الوقت الحاضر إذ خسر سعر برميل النفط في غضون شهرين 70% من قيمته. ومن المتوقع ان يلقي تراجع اسعار النفط العالمية بظلاله علي أعمال مؤتمر وزراء النفط والطاقة حيث يأتي انعقاد هذا الاجتماع الاستثنائي وسط تزايد مخاوف الدول المنتجة للنفط -من داخل وخارج المنظمة- من استمرار الركود الاقتصادي في العالم لاسيما في الولاياتالمتحدة والدول المستهلكة وانعكاساته السلبية علي الطلب علي الخام خلال المرحلة المقبلة. كشف شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" عن تأييد أعضاء المنظمة بالاجماع لتقليص حجم انتاج النفط. وقال خليل في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" ان العرض في سوق النفط يفوق الطلب وهذا يعني ان السوق مشبعة، مضيفا ان الطريقة الوحيدة لتسوية اسعار النفط تكمن في خفض الانتاج وهو أمر ضروري لعدم وجود طريقة أخري لتسوية الأسعار. واضاف ان تراجع اسعار النفط يعود الي انخفاض الطلب علي الوقود في ظل ظروف الأزمة المالية العالمية مضيفا انه كان من الممكن ان تهبط اسعار النفط إلي 10 دولارات للبرميل لو لم تتخذ "أوبك" قرارا بخفض الانتاج قبل حوالي شهرين. وجدد خليل ان هذه العوامل تتعلق بالعرض والطلب ودرجة التزام الدول الاعضاء بالحصص المحددة، الي جانب العامل السيكولوجي السائد في سوق النفط والمتمثل في توقعات المراقبين لمستوي الخفض. وسبق لمنظمة "اوبك" ان خفضت انتاجها هذا العام بواقع 500 ألف برميل يوميا في مرحلة أولية وخلال اجتماعها الطارئ الشهر الماضي في فيينا خفضت المنظمة مجددا حجم انتاجها بواقع 1.5 مليون برميل في اليوم. وأعلنت غالبية الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة وبينها روسيا عزمها المشاركة في هذا الاجتماع الطارئ وألمحت الي انها قد تسهم في دعم جهود المنظمة من أجل تقليص الانتاج لدعم اسعار النفط المنهارة بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي.