القاهرة : ذكرت صحيفة "الجمهورية" المصرية اليوم الثلاثاء أن عمليات فَحْص الأسلحة التي استوْلَت عليها القوات السودانية من متمردي حركة العدل والمساواة بالخرطوم في10 مايو الجاري أظهرت أن بعضًا منها أسلحة حديثة إيرانية الصنع. ونقلت الصحيفة ن مصادر مطلعة قولها:" تمّ أيضًا ضبط كميات من الذخائر والمعدات الإيرانية التي خلفها المتمردون وراءهم بعد هزيمتهم أمام القوات السودانية..إن إيران ساهمت بدور هام ومؤثر في محاولة الانقلاب الأخيرة لحركة العدل والمساواة للاستيلاء على السلطة بالسودان وتنصيب خليل إبراهيم رئيس الحركة رئيسًا للجمهورية". وشنّت حركة العدل والمساواة هجومًا على مدينة أمّ دُرْمان, خلف عشرات القتلى والجرحى واضطرّت قوات التمرّد للفرار بعد مواجهة عنيفة مع الجيش. وأضافت أن خليل إبراهيم اشتهر بعلاقاته بالسفارة الإيرانية في الخرطوم عندما كان وزيرًا إقليميًا للصحة وعقد لقاءات كثيرة مع الإيرانيين بحجة تنسيق المعونات الإنسانية الإيرانية لبعض المناطق في السودان، وكانت عمليات حصر وفحص ما خلفه المتمردون بعد دحْرهم قد تمّت بواسطة لجنة مشتركة من القوات المسلحة السودانية والشرطة والأجهزة المعنية وتم عرض كميات من هذه الأسلحة والذخائر والمعدات في معرض بالخرطوم الأسبوع الماضي. ولم تستبعد "الجمهورية" أن يكون خليل إبراهيم قد زار طهران قبل شنّ عمليته الأخيرة ضد الخرطوم لبحث مرحلة ما بعد وصوله للسلطة في السودان ومن جهة أخرى, قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الرئيس جورج بوش يتبنى نهجا ملتبسا وغير واضح في تعامله مع السودان, مشيرةً إلى أن إدارة بوش اتهمت حكومة الرئيس السوداني عمر البشير بالضلوع في "عملية إبادة جماعية" في دارفور, لتكون بذلك الإدارة الوحيدة التي توجه للخرطوم "مثل هذا الاتهام الصارخ". وأضافت الصحيفة:" إن سياسة بوش تجاه السودان ظلت تعتمد على الدبلوماسية على نحو أكثر مما كانت عليه إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون التي سعت لعزل السودان لعلاقاته بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن؛ وفرضت عقوبات صارمة على حكومته؛ ووضعته على القائمة الرسمية للدول الراعية للإرهاب". ونقلت الواشنطن بوست عن السناتور السابق جون دانفورث –الذي كان بوش قد عينه أول مبعوث خاص له إلى السودان– قوله:" إن المسؤولين السودانيين كانوا يرغبون إلى أبعد حد في تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة, لكنهم لم يكونوا متيقنين من أن جهودهم تلك تستحق العناء المبذول في سبيلها". وقد ظل بوش ومعاونوه ينتهجون سياسة ارتباط مع البشير، فأوفدوا روبرت زوليك - نائب وزير الخارجية آنذاك- للتوسط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور, وفي أوج المفاوضات التي كانت تدور عام 2006, حمل زوليك معه رسالة شخصية من بوش –لم يكشف عنها من قبل– تتضمن تأكيدات للبشير بأنهم "يشاطرونه نفس الهدف الرامي إلى جعل السودان بلدا آمنا ومستقرًا.