إسلام أباد: لقي 16 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 20 آخرين في انفجار استهدف تجمعا انتخابيا نظمه حزب عوامي المعارض في مدينة شرسادا شمال باكستان بعد عصر اليوم. من جهة أخرى شارك عشرات الآلاف من الأشخاص اليوم بمدينة ثاتا جنوبي باكستان، في أول تجمع كبير ينظمه حزب الشعب الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة المعارضة بينظير بوتو، التي قضت في انفجار استهدفها خلال جولة انتخابية بمدينة راولبندي. وترأس التجمع آصف علي زرداري زوج بوتو، الذي تزعم الحزب إلى أن يبلغ ابنه بلاول (19 عاما) الطالب في أكسفورد السن القانونية، وكان الحزب قد علق حملته الانتخابية طيلة فترة الحداد التي استمرت 40 يوما وانتهت أول أمس الخميس. من جانبها حذرت الحكومة من هجمات "إرهابية" محتملة، ونشرت أكثر من ألفي شرطي في محيط مكان التجمع، وقال قائد شرطة ثاتا دود جونيجو إنه لا يوجد أي تهديد محدد "لكننا لا نريد المجازفة". وكانت الانتخابات قد أرجئت بسبب الاضطرابات التي شهدتها البلاد في أعقاب اغتيال بوتو، بعد أن كانت مقررة في 8 من يناير/كانون الثاني 2008. وفي أحدث موجات العنف الانتخابي قتل ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم اثنان من حزب الشعب وأصيب ثمانية آخرون بجروح، في مواجهتين وقعتا في إطار الحملة بإقليم السند بين مؤيدين لحزب الشعب وأنصار للرابطة الإسلامية المؤيدة للرئيس برويز مشرف. وكان حزب الشعب قد أبدى أمس رفضه للنتائج التي خلص إليها تحقيق شرطة سكوتلانديارد حول سبب وفاة بوتو، التي قال التحقيق إنها توفيت نتيجة ارتطام رأسها بفتحة سقف السيارة جراء ضغط الانفجار، لا بسبب رصاص أطلق عليها كما يقول حزبها. وتتفق هذه النتائج مع تقارير أولية أعدتها السلطات الباكستانية. وحسب التقرير فإن الجرح الوحيد الظاهر في جسمها هو رضة كبرى في الجانب الأيمن من الرأس. وقد استبعد الخبراء البريطانيون أن تكون تلك الرضة نتيجة إصابة برصاصة. وخصص فريق التحقيق باقي التقرير للمقارنة بين أشرطة الفيديو وموقع الانتحاري لحظة وقوع الانفجار، وخلص إلى حتمية أن يكون مطلق النار على بوتو هو نفسه الانتحاري. واعتمد المحققون في استقصاء المعلومات الموثوق بها في عملهم على صورة الأشعة لجمجمة بوتو، وتقارير الأطباء الذين حاولوا إنعاشها، وشهادات أفراد العائلة الذين غسلوا جثمانها. وفي أول ردّ أميركي على التقرير اعتبرته الخارجية الأميركية "ذا مصداقية، وقال المتحدث باسمها توم كيسي "لا يوجد أي سبب للتشكيك في صحة نتائج التحقيق".