أكد ان الهجوم على إيران واقع لا محالة خبير أمريكي يحذر من تقسيم العراق وتحول لبنان لدولة فاشلة محيط - كالات معارك نهر البارد بيروت: رسم خبير أمريكي في شؤون الشرق الأوسط، خلال لقاءات عقدها في بيروت مؤخراً، صورة افتراضية قاتمة لما سيكون عليه الوضع في لبنان والمنطقة بشكل عام خلال العام الجاري. وبدأ هذا الخبير حديثه عن الوضع في العراق، فقال إن هذا البلد الذي يرزخ تحت الاحتلال منذ أكثر من أربعة أعوام يتجه الآن نحو التقسيم "الفدرالية"، بعدما أصبح الفرز الجغرافي والإثني والطائفي أمراً واقعاً فيه. وأضاف إن تنظيم القاعدة مُني بخسارة كبيرة في منطقة الأنبار السنّية، وإن "قوات الصحوة" أثبتت وجودها في تلك المنطقة. ولذا، يتجه التنظيم إلى البحث عن مسرح عمليات آخر له في المنطقة "ساحة جهاد"، وإن لبنان مرشح لأن يكون هذه الساحة، لكونه يتحول تدريجياً إلى "دولة فاشلة" أو "دولة غير قابلة للحكم"، على حد قول الخبير نفسه. وأشار الخبير الأمريكي إلى أن المحاولة الأولى للقاعدة في هذا الاتجاه كانت الحرب التي دارت في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بين الجيش اللبناني ومنظمة "فتح الإسلام"، حيث تمكّن الجيش من إحباط هذه المحاولة، وستكون هناك محاولات جديدة تحت أسماء أخرى لدخول القاعدة إلى لبنان. ويعتقد هذا الخبير أن حل الأزمة اللبنانية مستبعد حصوله إلى حين وصول الإدارة الأمريكيةالجديدة إلى السلطة، في ضوء الانتخابات الرئاسية الجديدة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لأن الإدارة الحالية بدأت الدخول في معترك الانتخابات، وهي ستتوقف مطلع الصيف عن اتخاذ قرارات تتعلق بلبنان وغيره، وتجمّد الأوضاع في انتظار قيام الإدارة الجديدة. وأضاف، إن حظوظ استمرار الحكومة اللبنانية الحالية يرئاسة فؤاد السنيورة في السلطة هي المتقدمة، على رغم المبادرات المطروحة أو التي يمكن أن تطرح لإنهاء الأزمة بين فريقي الموالاة والمعارضة. الهجوم على إيران واقع لا محالة حاملة طائرات امريكية بالخليج وعن مستقبل الوضع بين الولاياتالمتحدةوإيران، يقول الخبير الأمريكي إن الاستعدادات الأميركية لتوجيه ضربة لإيران مكتملة ميدانياً، إذ يوجد في مياه الخليج حاملتا طائرات أمريكيتان، فيما يرسو الأسطول الخامس في مياه البحرين، إلى جانب القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في آسيا الوسطى ودول الخليج. ونقلت جريدة "الاخبار" اللبنانية عن الخبير قوله، أن قرار الحرب يُعَد بمثابة المتخذ، ولكن توقيت البدء بتنفيذه هو في يد إدارة الرئيس جورج بوش، وقد يؤجّل إلى حين نشوء الإدارة الجديدة التي لن تغيّر شيئاً في التوجّه الأمريكي إزاء إيران، بحيث إنها سترث من الإدارة الحالية الوضع الإيراني بكل تشعباته، بما في ذلك الاستعدادات للضربة. ويلفت الخبير نفسه إلى أن المعلومات المتسرّبة تفيد بأن الضربة لإيران ستكون صاروخية وجوية لآلاف الأهداف على الأراضي الإيرانية، ولن يتخللها أي هجوم بري، وتستغرق من 10 إلى 15 يوماً يقفل خلالها مضيق هرمز لمدة أسبوع. ويرى مراقبون ان تأخير الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة لإيران جاء بسبب الحالة السيئة التي تعانيها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، فواشنطن قادرة على توجيه ضربة ساحقة ماحقة لإيران عن طريق الجو -وهو السيناريو الرئيسي للضربة- ولكن تراجع التأييد الشعبي داخل أمريكا للعمليات العسكرية في الخارج بسبب تعثر وفشل مشروع غزو العراق والنزيف المالي الذي يسببه، تسببا في تأخير الضربة ان لم يكن إلغائها. وعن رد فعل إيران على الضربة، يعتقد الخبير الأمريكي بأن الأسلحة الإيرانية لا تتميّز بالدقة اللازمة لمواجهة الأسلحة الأميركية، وأن هناك احتمال رد إيراني داخل العراق وبعض الدول العربية. أما بالنسبة إلى لبنان، فليس مؤكداً أن يحصل رد إيراني فيه، نظراً إلى ابتعاده عن مسرح العمليات الحربية، وعدم وجود قوات أميركية على أراضيه. واستبعد الخبير الأمريكي مشاركة إسرائيل في الهجوم على إيران، لكنه توقع أن تتصرف وفق ما تصرفت أثناء الهجوم على العراق، في آذار 2003. ويتوقع عدم سقوط النظام الإيراني نتيجة الضربة. ويقول إن هذا النظام سيستمر، ولكنه سيخرج من الحرب منهكاً بمشكلات اقتصادية مستعصية نتيجة الدمار الذي سيلحقه الهجوم الأميركي بالمرافق السياسية والاقتصادية والنووية في البلاد. وكانت صحيفة أمريكية قد أعربت في وقت سابق عن اعتقادها بأن قطع ثلاثة كوابل بحرية للاتصالات والتقنيات التكنولوجية الاسبوع الماضي مما أثر بشدة على جودة تقديم خدمة الانترنت والاتصالات الدولية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا طوال الأيام الماضية، لم يكن مصادفة، وأنه كان يستهدف إيران خاصة مع تزايد حدة التوتر بين واشنطنوطهران.
وأرجعت صحيفة "أمريكان كرونيكل" ذلك إلي أن إيران هي أكثر دول المنطقة تضررا من انقطاع الكابلات، وأن هذا الانقطاع جاء كتمهيد لضربة عسكرية ضد طهران، أو بروفة لها، في ظل اعتماد القوات العسكرية علي الاتصالات كمحور رئيسي لعملياتها. ونقلت جريدة "البديل" المصرية المستقلة عن الصحيفة الأمريكية قولها: "ان الدولتين الوحيدتين اللتين لم تتأثرا بهذا القطع هما إسرائيل والعراق، حيث تعمل القوات الأمريكية". واضافت إنه ليس مصادفة أن يتم قطع الكابلين البحريين علي بعد 8 كيلومترات من الإسكندرية، وبعد يومين يتم قطع كابل ثالث علي مسافة 56 كيلومترا من دبي في الخليج العربي، وهناك شائعة عن قطع خط رابع، لكن لم يتأكد ذلك وهو ما أصاب عددا من الدول بأضرار كبيرة في الاتصالات، أكثرها إيران. يذكر أن الكابلين اللذين تم قطعهما للاتصالات بالإسكندرية هما كابل الإتصال الأساسي والكابل الاحتياطي البديل له، والذي من المفترض أن يعمل في حال انقطاع الكابل الأول وهو ما يعزز فرضية العمد في قطع هذين الكابلين تحديدا وأن قطعهما لم يكن مصادفة.