هدوء حذر يخيم على نجامينا تشاد: قوات سودانية شاركت المتمردين في مهاجمة بلدة بالشرق محيط - وكالات
عواصم: فيما بدأ الهدوء الحذر يخيم على العاصمة التشادية نجامينا بعد المعارك الضارية التي وقعت بين القوات الحكومية والمتمردين الذين وصلوا أمس إلى نجامينا، في محاولة جديدة للإطاحة بالرئيس إدريس ديبي الذي رفض عرضا فرنسيا لمغادرة البلاد، أعلن الجيش التشادي أنه صد هجوما شنته قوة مختلطة من قوات الجيش السوداني والمتمردين المتحالفين معها على بلدة رئيسية في شرق تشاد.
وقال ضباط تشاديون ان الهجوم استهدف بلدة أدري التي تقع على حدود تشاد الشرقية مع اقليم دارفور السوداني بمحاذاة الطريق المار من الغرب في السودان الى الشرق في تشاد، وكان المتمردون قد أفادوا في وقت سابق أنهم يحاصرون القصر الرئاسي ويحجمون عن اقتحامه ليمنحوا الرئيس ديبي فرصة لمغادرة البلاد ونفوا التوصل لاتفاق لإطلاق النار. هجوم بالمروحيات وقد تمكنت مروحيات تابعة للجيش التشادي من الإقلاع من قاعدة عسكرية تشادية في المطار حيث توجد أيضا القاعدة الفرنسية لعملية "إبيرفييه" (الصقر) وهاجمت رتلا للمتمردين كانوا يحاولون التقدم في جنوب شرق العاصمة. وتعليقا على ذلك التطور قال الناطق باسم تحالف المتمردين عبد الرحمن كلام الله إن المتمردين لم يتوجهوا للاستيلاء على المطار من أجل عدم عرقلة حركة إجلاء الرعايا الأجانب، ووجّه اللوم للقوات الفرنسية قائلا إنها تسمح للمروحيات التشادية بالإقلاع ومهاجمة قواتهم.
وتمركزت دبابة للجيش في غرب المدينة للدفاع عن مقر الإذاعة الوطنية الذي يعتبر موقعا استراتيجيا. وأفاد شاهد عيان بأن الجنود المتمركزين في الموقع يطلقون النار على كل كائن بشري.
من جهة أخرى أقلعت طائرات ميراج فرنسية صباح اليوم وبدأت التحليق فوق نجامينا بينما لم تتحرك أمس حين دخل المتمردون المدينة، واكتفت الطائرات الفرنسية بالخروج من القاعدة السبت لتأمين الحماية للمطار خلال إجلاء حوالي 400 أجنبي إلى ليبرفيل.
مقتل قائد الجيش من جهة أخرى أكدت وزارة الدفاع الفرنسية مقتل رئيس هيئة الأركان التشادي الجنرال داود سوماين في معارك ضد المتمردين أول أمس الجمعة. وقال مراسل الجزيرة إن أي جهة رسيمة في تشاد لم تعلن نبأ مقتل الجنرال سوماين، في هذه الأثناء رفض الرئيس ديبي عرضا من فرنسا لمساعدته على مغادرة تشاد إذا اعتبر أن حياته في خطر.
وقال مصدر مقرب من الرئاسة الفرنسية إن الاقتراح الفرنسي لا يزال قائما وإن باريس لا تزال تتابع الوضع في تشاد، في وقت عقد فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اجتماعين طارئين مع وزيري الدفاع إيرفيه موران والخارجية برنار كوشنر دون أن يصدر أي بيان عن الرئاسة.
وذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس ساركوزي تحادث هاتفيا أمس السبت مرتين مع نظيره التشادي "بشأن آخر المستجدات على الساحة التشادية خصوصا في نجامينا". وكانت فرنسا قد أكدت أن قواتها المرابطة في تشاد ستقف على الحياد في الصراع الحالي، في حين كان يعتقد أن تلك القوات المقدر قوامها بنحو ألف جندي ساعدت الرئيس ديبي في صد محاولة انقلابية سابقة عام 2006. تأجيل وإجلاء وفي أولى التداعيات الإقليمية للتطورات التي تشهدها تشاد، قال وزير الدفاع الفرنسي إن نشر القوة الأوروبية "يوفور" في تشاد وأفريقيا الوسطى "علق حتى الأربعاء"، وقال الوزير الفرنسي إنه تم تعليق انتشار يوفور لبضعة أيام حتى الأربعاء، مؤكدا أنه لن يتم التخلي عن نشر تلك القوات التي سيكون من مهامها حماية حوالي 450 ألف لاجئ من دارفور (غرب السودان) ونازح من تشاد وأفريقيا الوسطى.
وتخوفا من تردي الأوضاع في تشاد، يتواصل إجلاء الرعايا الأجانب حيث نقلت طائرات نقل تابعة للجيش الفرنسي ليلة السبت 397 أجنبيا من نجامنيا إلى العاصمة الغابونية ليبروفيل.
كما أجلي موظفو السفارة الأميركية إلى القاعدة العسكرية الفرنسية على متن آليات على أمل مغادرة تشاد جوا إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك، في حين بدأت الصين إجلاء رعاياها من تشاد. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة إن حوالي 210 صينيين وتايوانيين اثنين سيتم إجلاؤهم إلى الكاميرون. وكانت الأممالمتحدة قد بدأت أمس عملية إجلاء موظفيها من هناك.