يطلب مساعدة دولية بالتحقيقات حزب الشعب يختار نجل بوتو لخلافتها ويشارك بالانتخابات
محيط - وكالات
إسلام أباد: قرر حزب الشعب الباكستاني اليوم الأحد اختيار نجل بيناظير بوتو "بيلاول زرداري" لخلافتها في زعامة الحزب كما قرر المشاركة رسميا بالانتخابات المقررة في يناير القادم، وقال قادة الحزب في المؤتمر الصحفي الذي عقدوه اليوم عقب الاجتماع في مسقط راس بوتو إن رئيسة الوزراء السابقة رشحت زوجها آصف زرداري لخلافتها ، إلا أن الأخير تنازل عن الرئاسة لنجلها البالغ من العمر "19" وقال إنه سيساعده في تسيير أمور الحزب حتى ينهي دراسته في جامعة أكسفور البريطانية، وطالب قادة الحزب الأممالمتحدة إرسال فريقا دوليا للتحقيق في حادث اغتيال بوتو لمعرفة قتلة رئيسة الوزراء السابقة، مثلما حدث في واقعة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري .
وأعرب الحزب عن شكره وتقديره لموقف رئيس الوزراء السابق نواز شريف لتعليق مشاركته بالانتخابات القادمة، وطالبه بضرورة المشاركة فيها، مؤكدا أن الحزب سينتقم من قتلة بوتو عندما يفوز بالانتخابات ويشكل الحكومة القادمة .
وكانت الحكومة الباكستانية رفضت مشاركة أي أطراف خارجية في التحقيقات الجارية حول اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، معربة في الوقت نفسه عن استعدادها لتشريح جثة زعيمة المعارضة الباكستانية، في حالة إذا ما طلب حزب "الشعب" ذلك.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الباكستانية، جاويد إقبال شيما:" هذه ليست قضية تتعلق بجريمة عادية"، مضيفاً إنها "قضية تتعلق بجريمة إرهابية"، وجدد المتحدث الباكستاني اتهام تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" بالوقوف وراء اغتيال رئيسة الوزراء السابقة، التي قضت بهجوم انتحاري الخميس، أثناء مشاركتها في مؤتمر انتخابي مع أنصارها، استعداداً للانتخابات البرلمانية المقررة بداية الشهر المقبل.
وقال شيما إن خيوط الجريمة توجد في منطقة "وزيرستان" الواقعة جنوبي باكستان، قرب الحدود مع أفغانستان، والتي ينشط بها مسلحون موالون لحركة "طالبان" الأفغانية وتنظيم "القاعدة"، في إشارة إلى تورطهما في اغتيال بوتو.
اختيار نجل بوتو وزوجها لخلافتها
وكان مسؤولون في حزب الشعب الباكستاني قالوا ان ابنها البالغ من العمر "19 عاما" عين اليوم الاحد رئيسا للحزب مع والده، وقال أحد مسؤولي الحزب في بلدة نوديرو الجنوبية حيث يجتمع مسؤولون بارزون من الحزب تقرر أن يكون بيلاوال رئيسا للحزب وأن يكون السيد "اصف علي" زارداري رئيسا مشاركا".
واصف علي زارداري هو زوج زعيمة المعارضة بوتو التي اغتيلت يوم الخميس، وقال مسؤولو الحزب الذين رفضوا نشر أسمائهم ان الحزب أيد بشكل كبير أيضا المشاركة في الانتخابات العامة المقررة في الثامن من يناير كانون الثاني ولكن لم يتوصل لقرار رسمي بعد بخصوص المشاركة، وذكر أحد المسؤولين أن حزب الشعب الباكستاني شكل أيضا لجنة لحث الاممالمتحدة على مطالبة الحكومة الباكستانية السماح بتحقيق مستقل في مقتل بوتو.
اغتيال بوتو برصاصة في الراس
أمر الرئيس برويز مشرف باتخاذ اجراءات حازمة ضد مثيري الاضطرابات التي تهز البلاد منذ الخميس الماضي، وقضى فيها 42 شخصا في مختلف مناطق البلاد، وحملت الحكومة منظمة "القاعدة" مسؤولية اغتيال بوتو، مشيرة إلى أنها رصدت مكالمة للزعيم التابع للقاعدة في الباكستان بيت الله محسود يهنئ شخصا آخر بمقتل بوتو وممتدحا قاتلها، وهو ما نفاه المتحدث باسم محسود، مؤكدا أن محسود "ليس متورطا في هذا الاعتداء".
في سياق متصل، أكدت المتحدثة باسم بناظير بوتو أن رئيسة الوزراء السابقة أصيبت برصاصة قاتلة في رأسها، مؤكدة أنها غسلت جثتها قبل دفنها، وقالت شيري رحمن "لاحظت أنها مصابة بجرح ناتج عن رصاصة في الجزء الخلفي من رأسها وبجرح آخر ناتج عن خروج الرصاصة من الطرف الآخر من الرأس".
من جهتها، رفضت الولاياتالمتحدة الأميركية التعليق على إمكانية تأجيل الانتخابات التشريعية في باكستان، إذ اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض أن هذا القرار يعود إلى الباكستانيين. وشدد في الوقت عينه على "مسؤولية" الحكومة في إجراء تحقيق معمق حول مقتل بوتو، وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس إن لندن لا تملك أي عناصر تسمح لها بمناقضة السلطات الباكستانية التي تتهم القاعدة باغتيال زعيمة المعارضة بوتو.
وبعدما حملت الحكومة الباكستانية تنظيم القاعدة مسؤولية مقتل بوتو، اعتبرت وفق المتحدث باسم وزارة الداخلية جواد شيما أن "الأهم ليس معرفة ما الذي قتلها، أكان رصاصة أم الانفجار أم شيء آخر، بل معرفة من الذي قتلها". وكان شيما أعلن الجمعة أن بوتو لم تصب بأي رصاصة أو شظية.
وأكد الرئيس الباكستاني خلال اجتماع لأبرز قادة الأجهزة الأمنية في البلاد أن "العناصر التي تحاول استغلال الوضع عبر السرقة والنهب يجب أن يعاملوا بحزم ويجب القيام بكل شيء من أجل ضمان أمن المواطنين".