محادثات سرية بين مسئولين بريطانيين وقياديين بطالبان محيط وكالات لندن : بعد تقارير دولية أكدت سيطرة حركة طالبان على 54% من مساحة أفغانستان, كشفت صحيفة بريطانية عن محادثات سرية دارت بين مسؤولين بريطانيين وعناصر من الحركة طالبان قدمت نجاحات استراتيجية وعسكرية هامة. وأشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إلي أن الحكومة البريطانية نفت أن تكون لندن منخرطة في أي مفاوضات مع طالبان بالرغم من إعلان رئيس الوزراء جوردون براون خلال زيارته الأخيرة إلي أفغانستان أن الوقت حان لفتح حوار مع الحركة, لكنها قالت إن ضباطاً بريطانيين بارزين شاركوا بالمهمة الأفغانية أكدوا لها أن الإتصالات المباشرة مع طالبان دفعت مسلحين في الحركة لتغيير مواقعهم وتقديم معلومات ادت إلي قتل قادتهم أوإعتقالهم . اتصالات متبادلة ونقلت الصحيفة عن مصادر أفغانية تأكيدهم على أن مسئولين عسكريين واستخباراتيين بريطانيين سافروا من العاصمة الأفغانية كابول إلي مدينة لشقرجار بإقليم هلمند للقاء قادة من حركة طالبان في جنوبأفغانستان, مشيرةً الى أن من بين النتائج التي تمخضت عن الإتصالات "البريطانية الطالبانية" مقتل القائد الميداني للحركة في أفغانستان الملا داد الله قبل أشهر بهلمند إلي جانب الغارة الجوية التي أدت لقتل مسئول عسكري آخر في الحركة بالقرب من مدينة موسي قلعة، وتحرير إيطاليين اثنين اختطفتهما قوات طالبان علي يد قوات خاصة بريطانية في أيلول/ سبتمبر الماضي . وبحثت دول لها قوات في جنوبافغانستان الجمعة كيفية التصدي لاعمال العنف المتزايدة من جانب مقاتلين من طالبان ونداءات متزايدة من الولاياتالمتحدة لزيادة مساهمات هذه الدول في مهمة الحلف في افغانستان, كما بحث الوزراء سبل تعزيز الجهود غير العسكرية في أفغانستان بهدف مساعدة الحكومة الافغانية لتقديم الخدمات الاساسية وابعاد السكان المحليين عن الانحياز الي جانب المسلحين. اجتماع ثماني واستضاف وزير الدفاع البريطاني ديس براون اجتماع الدول الثماني في العاصمة الاسكتلندية ادنبرة بعد عودته مباشرة من أفغانستان, وقال براون:" التقدم ملموس.. لكن القوة العسكرية لا يمكن ان تصبح الا جزءا من الحل..يجب أن نبني علي المكاسب العسكرية التي تم تحقيقها بصعوبة وان نذهب الي مدي أبعد ونساعدة شعب أفغانستان علي تولي أمنه وحكمه وان يطور اقتصاده". وقد وصلت أعمال العنف الي يرتكبها مسلحون الي أعلي مستوي في افغانستان منذ ان اطاحت القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة بطالبان بعد هجمات 11 ايلول (سبتمبر) عام 2001 ضد الولاياتالمتحدة. ومقارنة بالعام الماضي زاد العنف في مجمله بنسبة 27 في المئة وزاد بنسبة 60 في المئة في اقليم هلمند الجنوبي وفقا لاحصائيات الجيش الامريكي. دعوة بريطانية وتدعو بريطانيا والولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة الدول الاخري الي تحمل مزيد من الاعباء في افغانستان. ودعا وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس حلف شمال الاطلسي الي اعداد ورقة يحدد فيها اهدافه في افغانستان في السنوات القليلة القادمة وكيف يمكن للحلف والحكومة الافغانية تحقيق هذه الاهداف. ويوجد لقوة المعاونة الامنية الدولية التي يقودها حلف الاطلسي في افغانستان أكثر من 40 الف جندي من نحو 40 دولة. وهناك نحو 11 الف جندي من بريطانيا والولاياتالمتحدة وهولندا وكندا واستونيا ورومانيا والدنمرك واستراليا يتمركزون في القطاع الجنوبي للقوة. وقدمت الولاياتالمتحدة الخميس الماضي برنامج شراكة مع السلطات الافغانية لتحديث النظام القضائي في افغانستان, والتزمت كليات حقوق ومكاتب رجال قانون امريكيين بتأهيل قانونيين افغان وخصوصا من النساء. واعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس خلال حفل بحضور وزير العدل الافغاني عبد الجبار ثابت ان اقامة نظام قضائي عادل وديمقراطي وشفاف في افغانستان امر اساسي لنجاح البلد, وأشارت رايس إلي النقص في وسائل القضاء الافغاني واعربت عن اسفها لان 60 قاضيا فقط من اصل 1500 قاض في هذا البلد، هم من النساء, وقالت ان زيادة عدد النساء القضاة هي اولوية رئيسية . قوة طالبان ومن جهة أخرى حذر مركز أبحاث دولي من احتمال تقسيم افغانستان الى دولتين بعد سيطرة حركة طالبان التي تقاتل القوات الدولية والحكومية الافغانية على أكثر من نصف مساحة البلاد بشكل او آخر, وطالب مركز "SENLIS " الدولي والذي يركز في ابحاثة على تقديم التوصيات الى الجهات الحكومية في مجال السياسة الخارجية والامن ومكافحة المخدرات والتنمية في دراسة نشرها، بمضاعفة عدد القوات الدولية المنتشرة حاليا في افغانستان والبالغ عدد 80 الفا بعد ان تبين له ان حركة طالبان تسيطر على 54 بالمائة من الاراضي الافغانية. وقالت الباحثة في المركز نورين ماكدونالد:" إن الوضع الامني في افغانستان قد بلغ الان مرحلة الازمة والمسلحون يسيطرون على مساحات شاسعة من البلاد ومن بينها عدد من مراكز الاقاليم والمناطق الحدودية، وعدد من الطرق الاساسية", يذكر ان حركة طالبان قد كثفت نشاطها خلال هذا العام حيث قامت بتفيذ اكثر من 130 عملية انتحارية.
سلطة فعلية وأشار المركز الى أن حركة طالبان هي السلطة الفعلية الحاكمة في جزء كبير من جنوب البلاد, وأضافت ماكدونالد انه من المحزن ان لا يطرح الان في افغانستان السؤال عن امكانية استعادة طالبان السيطرة على العاصمة كابول بل عن موعد عودتها الى الحكم. وقالت:" إن إعلان الحركة عن عودتها للسيطرة عل كابول عام 2008 يبدو امرا محتملا اكثر من أي وقت مضى وعلى المجتمع الدولي تغيير السياسات الحالية التي يتبعها في افغانستان بشكل جذري قبل فوات الاوان, وختمت نورين حديثها بمناسبة نشر المركز هذه الدراسة قائلة "ان الهزيمة في افغانستان ستكون لها عواقب كارثية على الامن العالمي". وتخوض القوات الدولية وقوات حلف الناتو قتالا شرسا ضد مقاتلي حركة طالبان الذين ينشطون في العديد من الاقاليم الافغانية ولا يبدو ان القوات الدولية تحقق نتائج ملموسة على الارض, وتلجأ طالبان الى استراتيجية الكر والفر في قتالها ضد القوات الدولية وتتفادى المواجهة المباشرة معها بل تنشط في المناطق التي لا تتمتع فيها القوات الدولية بوجود قوي, كما ان قلة عدد القوات الدولية لا يسمح لها بتحقيق سيطرة دائمة على الارض في كافة ارجاء افانستان المترامية الاطراف وهو الامر الذي تستفيد منه طالبان. الاعتراف بالهزيمة
ومن جهة أخرى ذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" أن مسؤولين باكستانيين بدؤوا يحثون دول حلف شمال الأطلسي على قبول طالبان والعمل على إقامة حكومة ائتلافية جديدة في كابل, مع احتمال تهميش الرئيس الأفغاني الحالي حامد كرزاي, مشيرةً الى أن وزير الخارجية الباكستاني خورشيد كاسوري ذكر في مباحثات خاصة مع وزراء خارجية دول الناتو أن طالبان بدأت تكسب الحرب، وأن الناتو محكوم عليه بالخسارة. ونقلت عن مسئول غربي قابل كاسوري أخيرا, قوله:" إن الوزراء الغربيين صدموا بصريحات الوزير الباكستاني, إذ هي في الواقع "دعوة إلى الاستسلام لطالبان وبدء مباحثات معها", كما قال الفريق علي محمد جان أوركزاي, حاكم الإقليم الباكستاني الشمالي الغربي المضطرب, قوله:" إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا والناتو قد فشلوا جميعا في أفغانستان ولا أدري هل مشكلتهم هي قصور الفهم أم الافتقار إلى الشجاعة الكافية للاعتراف بهزيمتهم".