الخرطوم: نفى السودان على لسان عثمان الأغبش الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية أية علاقة للجيش السوداني بما يحدث في منطقة مهاجرية بجنوب دارفور، وقال الأغبش إن ما حدث هناك هو معارك تدور بين قبائل المنطقة ولم تتدخل القوات المسلحة فيها. وكان سيف الدين صالح المتحدث الرسمي باسم حركة تحرير السودان التي يتزعمها "مني أركو ميناوي" قد اتهم الجيش السوداني ومليشيات الجنجويد بشن غارة على منطقة مهاجرية, إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة بجنوب دارفور مما أدى إلى مقتل 40 شخصا على الأقل. ورجح متحدث آخر عن الحركة أن يكون بعض الضحايا قد أعدموا، مشيرا إلى أن الغارة أدت كذلك إلى جرح عشرات الأشخاص في حين ما زال نحو 80 آخرين في عداد المفقودين. وقد أكدت فصائل متمردة منافسة لم توقع على اتفاق أبوجا وقوع الهجوم على مهاجرية، وأشارت إلى أن القوات الحكومية تحتشد أيضا بالقرب من بلدة تني على الحدود التشادية استعدادا لمهاجمة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون بشمال دارفور. كما أكد قائد قوة الاتحاد الأفريقي مارتن لوثر أجواي وقوع الهجوم على مهاجرية، مشيرا إلى أن أسبابه لم تتضح بعد وقد تكون توترات قبلية أو اتساع نطاق المصادمات بين القوات الحكومية وفصائل متمردة أخرى. وأضاف أجواي أن المدنيين توجهوا إلى قاعدة قريبة تابعة للاتحاد الأفريقي بحثا عن الأمان، مشيرا إلى أن قواته عالجت نحو 24 مدنيا ومقاتلا مصابا ولكنها لم تسمح بدخولهم القاعدة. في هذه الأثناء حذر مدير إدارة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جان ماري غوهينو من احتمال امتداد دائرة العنف المتصاعد في دارفور إلى أنحاء السودان الأخرى. وأضاف المسؤول الأممي الذي كان يتحدث معلقا على إحراق بلدة حسكنيتة قرب الفاشر، أن هناك حاجة إلى ضرورة أن تزود القوة المشتركة المزمع وضعها في دارفور بعتاد حربي متقدم وقدرة كبيرة على الحركة للسيطرة على الوضع. ورحب غوهينو بخطة الاتحاد الأوروبي بنشر أربعة آلاف جندي في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى على الأرجح في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، لكنه شدد على ضرورة مشاركة الاتحاد أيضا في عملية دارفور.