أكد العديد من الخبراء إن أفضل استثمار في عام 2009 سيكون في الذهب خاصة وأن أسعار المعدن الأصفر تراجعت في بداية 2008 لكنها عاودت الصعود السريع مرة أخرى. وتأكيد لذلك فمن الواضح أن الأيام القادمة ستعزز من وضع المعدن الأصفر كأفضل ملاذ آمن للمدخرات في ظل استمرار تضاؤل احتمالات حدوث أي تعافي ملموس في أداء أسواق المال وقنوات الاستثمار الأخرى المتعارف عليها بعد انهيارات العام 2008 فضلا عن التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على خلفية العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة. وقد ارتفع السعر الفوري للمعدن الأصفر 4.4% في الجلسات الثلاث السابقة ولامس أمس 892 دولارا للاونصة وهو أعلى مستوى منذ 10 اكتوبر الماضي في الوقت الذي من المتوقع فيه تجاوز مستوى ال 900 دولار للأونصة ليسجل 935 دولار مع نهاية الأسبوع المقبل. ويشير تقرير لشبكة بلومبرج الإخبارية إلى تراجع ارتفاع السعر الفوري للمعدن الأصفر في بورصة لندن للمعادن اليوم بنحو 2.30 دولار أو 0.3% ليصل إلى 873 دولار للأونصة وذلك بعد أن ارتفع أمس بنحو 14 دولار أو 1.6 % في أول أيام الأسبوع. وكان السعر الفوري للمعدن الأصفر قد وصل لمستوى قياسي في مارس الماضي حينما بلغ 1032.7 دولار. ومن الواضح أن العامل الجيوسياسي سيظل يمثل ورقة دعم للمعدن الاصفر في ظل أجواء التوتر التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط على خلفية العداون الإسرائيلي الحالي على غزة, وفي الوقت الذي تشهد فيه الحدود الباكستانية الهندية حالة تأهب قصوى لاحتمالات حدوث مواجهة عسكرية. ومن المعروف وكما تشير تقديرات المجلس العالمي للذهب فإن الهند تعد أكبر مستهلك للمعدن الأصفر على مستوى العالم حيث بلغت حصتها في العام الماضي من إجمالي مشتريات المعدن بنحو 20 %. وهناك عامل أخر سيدعم تحركات المعدن الأصفر وسيعزز من مكانته كملاذ آمن للاستثمار خلال المرحلة الراهنة يتمثل في استمرار حالة القلق التي تنتاب أسواق المال بشكل عام لما تخبئه الأزمة العالمية من تداعيات جديدة في الوقت الذي تتجه فيه معدلات العائد على أغلب العملات الرئيسية نحو التراجع خاصة الدولار حيث اقترب سعر الفائدة نحو الصفر.