تونس: خلص المشاركون في أعمال الملتقى ال 12 حول استكشاف وإنتاج المحروقات اليوم الى ان تونس تتوفر على فرص مهمة يمكن استغلالها في قطاع الطاقة لا سيما الغاز الطبيعي. وناقش الملتقى الذي نظمته المؤسسة التونسية للانشطة البترولية من 11 الى 16 اكتوبر آفاق تنمية قطاع الطاقة في تونس بمشاركة نحو 700 خبير عربي وأجنبي يمثلون شركات بترولية عالمية. وشدد المشاركون على اهمية تنمية الموارد من المحروقات عبر تشجيع انشطة الاستكشاف والانتاج ودعم النفاذ الى الغاز الطبيعي مع الاستمرار في تعزيز مجالات التحكم في الطاقة والاعتماد اكثر على الطاقات المتجددة. واكد هؤلاء على "حتمية" الارتقاء بالاستثمارات الاجنبية وتحفيز الشراكة باعتبارها محرك التنمية في قطاع الطاقة بتونس لما تتوفر عليه من فرص هامة يمكن استغلالها في نطاق الشراكة سواء في ما يهم استكشاف الطبقات العميقة او الغاز المصنع. وأعلن نائب رئيس تطوير الفرص الجديدة والغاز الطبيعي المسال في شركة "شل" العالمية منير بوعزيز ان الشركة "تستعد عمليا" لاجراء عمليات استكشاف مشتركة في الشمال الشرقي لتونس بعرض البحر مشيرا الى ان امدادات الغاز الطبيعي من شمال افريقيا نحو أوروبا "ستظل تمتاز بالتنافسية" ومتوقعا أن يتضاعف الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال خلال العشرية المقبلة نتيجة تزايد الطلب خاصة في أوروبا والصين. وأوضح بوعزيز ان استكشاف وانتاج الغاز في منطقة الشرق الاوسط يواجه ثلاثة تحديات رئيسية هي رفع مستوى التزويد بالغاز الطبيعي باعتماد تكنولوجيا الاستكشاف والتطوير الحديثة فضلا عن تنمية البنية التحتية الاقليمية للغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال واخيرا تعديل سياسات التسعير الاقليمية الخاصة بالغاز. وتطرق الى التطور المطرد لاستخدام التكنولوجيا الحديثة والصديقة للبيئة في عمليات استكشاف وانتاج الطاقة مؤكدا اهمية دورها في تلافي تلويث التربة والمياه والغطاء النباتي. من جهته قال المدير العام لمؤسسة الأنشطة البترولية خالد بالشيخ ان هذا الملتقى كان مناسبة لتبادل الافكار والخبرات ودعم علاقات التعاون بين الشركات البترولية مؤكدا على الافاق الواعدة لاستكشاف وانتاج الغاز الطبيعي في بلاده مقارنة ببقية مجالات الطاقة. وأضاف ان تونس "تتوفر على مخزون مهم من هذه المادة يمكنها من تصدير كميات منه نحو أوروبا" معلنا عن تنفيذ مشروع ضخم لتطوير الغاز الطبيعي في الجنوب التونسي وبالتعاون مع بعض المؤسسات البترولية العالمية على غرار "او.ام.في" و"اي.ان.اي" و"بايونير". وأوضح ان قيمة هذا المشروع تبلغ نحو 1.5 مليار دولار وسيدخل مرحلة الانتاج في عام 2013 لافتا الى أن المشروع يتفرع الى ثلاثة مكونات أساسية هي تشييد محطة لضغط الغاز من 4 الى 8 ملايين متر مكعب في اليوم ومد أنبوب غاز من الصحراء التونسية الى مدينة قابس بطول 320 كيلومترا وتنفيذ محطة لمعالجة الغاز وتفريق الغاز الى طبيعي ومسال مع امكان تسويقه محليا واوروبيا. وأكد خالد بالشيخ ان العالم يتجه مستقبلا نحو التعويل أكثر على الغاز من منطلق المدخرات الهائلة التي تزخر بها مجموعة من الدول من ضمنها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي رصدت اعتمادات مالية كبرى للتنقيب والاستكشاف. وعن موضوع الملتقى الذي جاء تحت شعار "الغاز في المناطق غير التقليدية والمعهودة" افاد بالشيخ بأن مؤسسته أطلقت مؤخرا دراسة لتشخيص هذه المناطق في تونس معتبرا ان "مستقبل الغاز في تونس واعد وكبير". أما في ما يخص الاستكشاف والتنقيب عن البترول في تونس فقال بالشيخ ان عدد الرخص تطور في السنوات القليلة الماضية ليصل الى 56 ترخيصا كاشفا عن ان التوجه القادم في هذا النشاط سيرتكز على منح رخص الاستكشاف في مياه الشمال التونسي. وأشار الى ان امام الشركات المعنية حاليا تسع مناطق لم يقع البحث فيها سابقا وهو ما يعرف بالمناطق المفتوحة "اوبن بلوك" مشددا على ضرورة الاستجابة الى الشروط والمواصفات المعمول بها. وتأمل تونس التي تسعى لبلوغ مستوى انتاج يقدر بنحو 11 مليون طن مكافئ من النفط في 2014 بما يستجيب للطلب المتزايد على المحروقات وطنيا في دعم علاقات التعاون مع الشركات البترولية فضلا عن التعرف على آخر التكنولوجيات الحديثة وغير الملوثة للبيئة المستخدمة في استكشاف المحروقات.