الصين تتبرأ من "العجز" وترمي الكرة في ملعب الأمريكان اليوان الصيني برئ من العجز الأمريكي محيط – زينب مكي
دافعت وزارة الخارجية الصينية عن سياسة بلادها المالية، مؤكدة إن قيمة اليوان الصيني ليست السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى العجز التجاري الأمريكي مع الصين وإن رفع قيمة العملة الصينية لن يسهم في حل مشاكل التجارة غير المتوازنة بين البلدين ، داعية الشخصيات الأمريكية المعنية إلى تعاطي هذه القضية بشكل موضوعي وعقلاني، فيما أكد خبير اقتصادي بأن واشنطن قد أدركت أن الضغط على الصين حول سياسة عملتها لن يحل المشكلات.
وفي معرض إجابتها عن سؤال بشأن تأجيل وزارة الخزانة الأمريكية تقريرا بشأن ما إذا كانت الصين دولة تتلاعب في عملتها، أكدت جيانغ يوي المتحدثة باسم الخارجية الصينية أمس الثلاثاء أن بكين لم تتلاعب بالعملة للاستفادة من التجارة الدولية، متعهدة بمواصلة الصين إصلاح نظامها النقدي ولكن في الوقت وبالطريقة المناسبين لها.
وكان وزير الخزانة تيم جايتنر قد أعلن مطلع الأسبوع الجاري إرجاء تقديم تقرير إلى الكونجرس حول سياسات الاقتصاد وسعر الصرف الدولية مما قد يظهر ما إذا كانت الصين تقوم بالتلاعب في سعر صرف عملتها أم لا، بعد أن كان من المقرر أن يتم تقديم التقرير 15 إبريل الجاري.
ونفت يوي أن تكون بيجين تتلاعب بعملة اليوان، مضيفة أن رفع سعر صرف الأخيرة لن يمحو العجز التجاري بين الصين والولاياتالمتحدة ، داعية الشخصيات الأمريكية المعنية إلى التعاطي مع هذه القضية بشكل موضوعي وعقلاني.
وعل صعيد تسوية الخلافات التجارية بينها وبين الولاياتالمتحدة نقلت شبكة "يورونيوز" عن يوي إن بلادها ما زالت تدعو من خلال الحوار الصريح والتشاور الفعال والسبل الصحيحة.
إدارة أوباما ستظل ميالة للتعاون مع الصين وعلى الصعيد نفسه أعرب اقتصاديون عن اعتقادهم انه من الممكن إن يؤدى قرار الولاياتالمتحدة بإرجاء تقريرها حول سياسات سعر الصرف إلى تحقيق تحسن في النزاع الحالي حول العملة مع الصين.
من جانبه رحب لورانس سومرز كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي باراك أوباما أول من أمس الاثنين بقرار جايتنر مشيرا إلى أنه كان قرارا حكيما حيث أن الولاياتالمتحدة سوف تعقد سلسلة من الاجتماعات المهمة مع الصين في الأشهر الثلاثة القادمة، مؤكدا أن المفاوضات القوية مع الصين والدول الأخرى هي أفضل وسيلة للحفاظ على المصالح الأمريكية.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" عن وانغ يونغ احد الباحثين في جامعة بكين بأن الولاياتالمتحدة قد أدركت إن الضغط على الصين حول سياسة عملتها لن يحل المشكلات، مشيرا إلى أنه في حال تصاعد قضية العملة بين الولاياتالمتحدة والصين فإنها لن تؤثر على التجارة والاستثمار في البلدين فقط ولكنها ستؤثر أيضا على الاقتصاد الاقليمي والعالمي، مضيفا أن الولاياتالمتحدة لا ترغب فى رؤية مثل هذه النتيجة حيث انها سوف تخسر اكثر مما ستربح.
ويشاركه الرأى، سون مينغ تشون كبير الاقتصاديين في السوق الصينية فى نومورا سيكيوريتيس مؤكدا ان إدارة أوباما سوف تظل ميالة إلى التعاون مع الصين في الوقت الذي يوجد فيه بعض أعضاء الكونجرس الذين يضغطون على الحكومة لأسباب سياسية محلية.
ووفي سيناريو أكثر تشاؤما توقع أقتصادي في صندوق النقد الدولى رفض الإدلاء باسمه أن تقوم الصين برد قاس على التحركات العدائية من جانب الولاياتالمتحدة حول قضية أسعار الصرف، مضيفا أن هذا سوف يؤدى إلى تدمير الانتعاش الاقتصادي العالمي.