معتبرا 80 دولارا للبرميل سعرا عادلا الهاملي: عصر النفط "السهل" اقترب من نهايته محيط – زينب مكي يبدو أن حربا طاحنة لأسعار الطاقة باتت قريبة من الاقتصاد العالمي ؛فقد يبدأ مخزون العالم من النفط في النضوب خلال العقد المقبل في الوقت الذي تؤكد فيه الدراسات إن النفط سهل الإنتاج قد تم الحصول عليه بالفعل، وإن الاحتياطي الجديد ستتزايد صعوبة الحصول عليه واستخراجه من باطن الأرض، كما أن الاكتشافات الجديدة لن تعوض حقول النفط الكبرى عند نضوبها. وفي هذا الصدد أكد وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي أنه من الواضح أن عصر النفط السهل قد اقترب من نهايته ،موضحا أنه تم تحديد جميع حقول النفط الرئيسية التي يسهل اكتشافها، ويتم الآن استخدام التقدم في المعرفة الجيولوجية والتقنيات المبتكرة لتحقيق المزيد من الاكتشافات الجديدة، ومن ثم فإن تكاليف التنقيب وإنتاج النفط قد زادت أضعافا مضاعفة. ورأى الهاملي أن أسعار ما بين 70و 80 دولارا للبرميل الواحد مستوى مقبول بالنسبة للمنتجين، ولا يضعف في الوقت ذاته احتمالات الانتعاش الاقتصادي، مشيرا إلى أنه "عندما انخفضت أسعار النفط عام 2008 إلى 35 دولارا للبرميل وهو أقل بكثير من المستوى اللازم لتغطية التكاليف الهامشية لكثير من المشاريع على نحو فعال توقف التنقيب عن حقول جديدة وكذلك تطوير الاكتشافات الجديدة". وفي نفس الاتجاه كان تقرير صادر عن "المجلس البريطاني لأبحاث الطاقة" الذي يقدم استشارات بشأن الطاقة لحكومات العالم، قد توقع بدء نضوب النفط بعد 2030، وانخفاضه بحلول العام 2020، لافتا إلى أن هنالك إجماعا عاما بأن عهد النفط الزهيد الثمن في الرمق الأخير. ولفت رئيس دائرة التقنية والسياسة التقديرية في المجلس، روبرت غروس، إلى أن نضوب النفط سيقفز بأسعار الطاقة ويوجه ضربة قاصمة للاقتصاد وقطاع الصناعة حول العالم ،وحذر قائلا"حقبة النفط الرخيص والسهل تشارف النهاية... لن تحدث فجأة لكن تدريجيا... نبتعد عن تلك المرحلة لندخل مرحلة النفط العسير والباهظ الثمن". وقال الهاملي في كلمة ألقاها لدى افتتاح الندوة التي ينظمها معهد جيمس بيكر للسياسات الحكومية في أبوظبي حول "تأثير نشوء الطاقة الأميركية وسياسة تغير المناخ على سوق الطاقة"، أوردتها وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، إن مستويات أسعار النفط الحالية تشير إلى أن أسواق النفط الدولية ولأول مرة تلقي نظرة على المدى الطويل، مؤكدا أن أسعار النفط ليست مرتفعة على الإطلاق. وأكد أن استقرار أسعار النفط قد تحقق رغم ضعف الاقتصاد العالمي، وفي العام الماضي انخفض الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا ومن المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط خلال هذا العام بمقدار 800 ألف برميل يوميا فقط. وتطرق الهاملي إلى ارتفاع مخزونات النفط العالمية، حيث زادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التجارية من مخزوناتها 12.6 مليون برميل لتصل إلى حوالي 93 مليون برميل فوق متوسط الخمس سنوات، وهو ما يمثل تقريبا تغطية 60 يوما. ولفت الى أن الطلب على نفط أوبك انخفض في عام 2009 بمعدل 2.3 مليون برميل يوميا إلى 28.7 مليون برميل يوميا، وتوقع أن ينخفض بمقدار 100 ألف برميل إضافية يوميا هذا العام. وعلى صعيد أخر، أشار الهاملي إلى عدم التطابق الواضح بين سعر النفط والعوامل الأساسية في السوق على المدى القصير، مؤكدا أن أسعار النفط في السوق هي استجابة لمخاوف في الأجلين المتوسط والطويل وأن منتجي النفط سيعملون من أجل إنتاج نفط جديد مطلوب لمجاراة زيادة الطلب العالمي حالما يتم تحقيق الانتعاش الاقتصادي.