قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول "اوبك" في اجتماعها الخميس الابقاء على مستويات الانتاج المستهدفة دون تغيير، في الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد العالمي واسعار النفط في التعافي نسبيا. وقال عبد الله البدري الامين العام لاوبك الخميس ان الطلب بدأ ينتعش في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم، بالاضافة الى طلبا من الصين والهند ومن اسيا كلها. واشار الى ان سوق النفط مازالت تشهد فائضا في المعروض، وان نحو 130 مليون برميل من الخام والمنتجات مخزنة في سفن في البحر. من جهته، قال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ان اعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) قرروا خلال اجتماعهم في فيينا ابقاء سقف انتاج النفط الحالي البالغ 24.84 مليون برميل في اليوم "على حاله". ويرى النعيمي - الذي تعد بلاده اكبر منتج عالمي للنفط- ان الارتفاع الاخير لاسعار النفط التي تحوم حول 60 دولارا يشكل مؤشر تفاؤل على استعادة الاقتصاد العالمي عافيته. وارجع الفضل للطلب الاسيوي في اعادة التوازن النسبي للاسواق التي لا تعاني من عدم التوازن. اما وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل فاكد ان الاسعار تستقر بل وترتفع، واعرب عن اعتقاده بان الوضع الاقتصادي سيتحسن وبالتالي الطلب سيرتفع، خاصة في ظل التحسن الذي يشهده الاقتصاد الامريكي. وايده في الرأي رئيس مؤسسة النفط الليبية شكري غانم، واضاف ان السوق مزودة اكثر من اللازم غير اننا نأمل ان يتحسن الاقتصاد قليلا، مضيفا " وفي الان نفسه تتحرك الاسعار لان المضاربين عادوا. ان السوق يرسل اشارات مختلفة". في المقابل، حذر وزير الطاقة القطري عبد الله العطية المنتجين من الافراط في التفاؤل ازاء الارتفاع الاخير لسعر برميل النفط، قائلا "علينا التباحث في وضع السوق. ان سعر النفط ليس مرتبطا الان بالعرض والطلب. لا ينبغي ان نفرط في التفاؤل". ولكنه اشاد في الوقت نفسه بقرار الابقاء على سقف الانتاج الحالي، واصفا اياه بانه افضل قرار يمكننا اتخاذه. وقال الخبير الفرنسي بيار تيرزيان الخميس في دورية "بيتروستراتيجي" ان الارتفاع الحالي للاسعار "ناجم عن الامل في انتعاش اقتصادي وليس عن عوامل نفطية او عن اساسيات" السوق. وكانت السوق تترقب اجتماع أعضاء المنظمة وعددهم 12 دولة في فيينا في 28 مايو 2009 لبحث سبل وقف تدهور اسعار الخام من خلال الموازنة بين قضيتي تضخم مخزونات النفط وتدهور الاقتصاد العالمي. وخلال اجتماع مارس/ اذار 2009 رجحت منظمة الدول المصدرة للنفط كفة الابقاء على مستويات انتاجها على اقرار خفضا جديدا ودعا وزراء نفط المنظمة الى اجتماع اخر لاعادة تقييم التوازن بين العرض والطلب. وكانت أوبك قد خفضت الانتاج بمقدار 4.2 مليون برميل يوميا أي ما يعادل 5% من الطلب اليومي العالمي عن مستوياته في سبتمبر/ أيلول 2008. النفط يلامس اعلى مستوى منذ 6 اشهر وعلى صعيد اسعار النفط، قفزت اسعار العقود الاجلة للخام الامريكي أكثر من دولار الخميس عقب كشف بيانات حكومية امريكية هبوطا حاد لمخزونات الخام التجارية بالبلاد. وبحلول الساعة 15:27 بتوقيت جرينتش تراجع الخام الامريكي قليلا الي 64.77 دولارا، بعد ان قفزت عقب البيانات 1.54 دولار أو 2.1 % الي 64.99 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى للعقود الاجلة اثناء التعاملات في بورصة نايمكس منذ العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 . وبالنسبة للمخزونات النفط، افادت ادارة معلومات الطاقة الامريكية ان مخزونات النفط هبطت بمقدار 5.4 مليون برميل الى 363.1 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في 22 من مايو/ ايار 2009 متجاوزة بشدة التوقعات التي كانت تشير الى انخفاض قدره 700 ألف برميل. كما انخفضت مخزونات البنزين 600 ألف برميل الي 203.4 مليون برميل، في حين كانت التوقعات تشير الى انخفاض أكبر قدره 1.5 مليون برميل. (أ ف ب)