الجزائر : استبعد وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل ان تشهد اسعار النفط تغيرات كبيرة قبل نهاية العام الحالي لكنه توقع ان ترتفع خلال العام القادم 2010 اذا تحسن وضع الاقتصاد العالمي دون ان تصل إلى 100 دولار للبرميل بسبب القلق المتزايد حول انتعاش الاقتصاد العالمي. وراى خليل في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" ان التحدى الذي يواجه منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" يتمثل اساسا في الانضباط واحترام حصص الانتاج التي حددتها المنظمة في اجتماعها الأخير داعيا البلدان الاعضاء الى تحمل مسؤولياتها في ذلك من خلال المساهمة في خفض المخزون العالمي . وقد دعا خليل مؤخرا البلدان الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول " أوبك " إلى الالتزام بقرارات المنظمة من اجل العودة إلى مستوى التزام ب 80% على الأقل لباقي السنة. وأشار في حديث لمجلة "البترول والغاز العربي" التي تصدر في باريس أوردت مقتطفات منه وكالة الأنباء الجزائرية إلى ما وصفه بهشاشة السوق حاليا متحدثا عن أخطار حقيقية تهدد الأسعار بالانخفاض ومعربا عن أمله في أن تسهم البلدان المنتجة من خارج "أوبك" في تحقيق استقرار السوق. ويأمل خليل في أن تعزز البلدان الكبرى المصنعة الإجراءات الاقتصادية من اجل استئناف النمو الاقتصادي وأن تعمل بصرامة من اجل تقليص الإفراط في المضاربات في البورصة والتي تؤدي بدورها إلى عدم استقرار في الأسعار. وأشار إلى التزام بلاده بتطبيق قرارات التخفيض في الإنتاج الذي اعتمدته "أوبك" مبينا أن التطبيق بلغ 92% لكنه انخفض إلى حوالي 70% خلال الصيف مقابل 80% بداية السنة. ورأى أن السوق البترولية تظل غير متوازنة مثلما تظهره الاضطرابات التي لوحظت خلال الصيف وأن الارتفاع الحالي متميز بتناقض واضح وهو ارتفاع الأسعار خلال الأشهر الأخيرة بالموازاة مع ارتفاع المخزونات وزيادة العرض على الطلب مضيفا أن الأسعار تتأثر بعوامل أخرى عدا تلك المتعلقة بالعرض والطلب، ملمحاً إلي التفاؤل المتزايد بشان الخروج من الركود الاقتصادي. وتوقع خليل تقلبات في الأسعار في ما تبقى من السنة الجارية في حدود المستويات المتوسطة المسجلة هذا الصيف لتتراوح بين 60و70 دولار للبرميل غير انه لفت إلى أن الفائض المتزايد في العرض يشكل تحديا حقيقيا بالنسبة لاستقرار السوق على المدى القصير. من جانبها أعلنت روسيا رفضها للانتقادات التي وجهتها منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وذلك في ضوء عدم التزام الأولي بتقليص إنتاجها من النفط الذي بلغ 9.97 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من 2009. واكد وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن روسيا لم تلتزم بتقليص انتاجها من النفط مضيفا ان الحديث عن زيادة انتاج النفط لا يعني قفزة حادة بل توجها نحو زيادة الانتاج. وكان وزير النفط والطاقة القطري عبدالله العطية قد القى باللوم على الدول غير الاعضاء في "اوبك" التي لا تلتزم بتخفيض انتاجها من النفط بما فيها روسيا فيما انتقد شماتكو من جهته بعض الدول الاعضاء في المنظمة التي لا تلتزم بتقليص انتاجها من النفط. وتزامنت انتقادات "أوبك" مع تصدر روسيا قائمة الدول المصدرة للنفط لأول مرة في تاريخها الحديث مخلفة السعودية ورائها في المركز الثاني حاليا بإنتاج أكثر من 8 مليون برميل يوميا، بينما انخفضت صادراتها من النفط ومنتجاته إلى 7.4 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام 2009. وعلى صعيد أسعار النفط فقد واصلت أسعار العقود الاجلة للنفط الأمريكي تراجعها أمس دون 68 دولارا للبرميل بعد هبوطها بنحو 4% في الجلسة السابقة بسبب ارتفاع مفاجيء في المخزونات الامريكية من الخام والمنتجات وسط مخاوف من أن الاسعار ربما تكون ارتفعت بما يتجاوز وضع الطلب في السوق. وتراجع سعر الخام في العقود الاجلة دون مستوى 68 دولارا وانخفض سعر الخام الامريكي في عقود نوفمبر 13 .1 دولار أي 64 .1% الى 84 .67 دولارا للبرميل. وكانت "أوبك قد ابقت خلال اجتماعها الوزاري في فيينا الأسبوع الماضي حصص انتاج الدول الأعضاء دون تغيير. وقد جاء قرار "أوبك" في ظل مؤشرات التعافي التى يحظي بها حالياًُ أداء الاقتصاد العالمي والتي أسهمت في الحفاظ على استقرار الأسعار فوق ال70 دولاراً. ويأتي قرار المنظمة التي تسهم بنحو 40% من المعروض العالمي للنفط متماشياً مع التوقعات السابقة للمحللين ومعظم وزراء الطاقة، حيث تم ترجيح تثبيت حصص الانتاج الإجمالية للدول الأعضاء عند المستوي المستهدف 24.845 مليون برميل يومياً، كما يعد الاجتماع الأخير للمنظمة ثالث اجتماع تعقده هذا العام دون اجراء أى تعديل لحصص الانتاج.