موسكو: أعلنت روسيا رفضها للانتقادات التي وجهتها منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وذلك في ضوء عدم التزام الأولي بتقليص انتاجها من النفط الذي بلغ 9.97 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من 2009. واكد وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن روسيا لم تلتزم بتقليص انتاجها من النفط مضيفا ان الحديث عن زيادة انتاج النفط لا يعني قفزة حادة بل توجها نحو زيادة الانتاج. وكان وزير النفط والطاقة القطري عبدالله العطية قد القى باللوم على الدول غير الاعضاء في "اوبك" التي لا تلتزم بتخفيض انتاجها من النفط بما فيها روسيا فيما انتقد شماتكو من جهته بعض الدول الاعضاء في المنظمة التي لا تلتزم بتقليص انتاجها من النفط. وتزامنت انتقادات "أوبك" مع تصدر روسيا قائمة الدول المصدرة للنفط لأول مرة في تاريخها الحديث مخلفة السعودية ورائها في المركز الثاني حاليا بإنتاج أكثر من 8 مليون برميل يوميا، بينما انخفضت صادراتها من النفط ومنتجاته إلى 7.4 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام 2009. وكان نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي إيغور سيتشين المشرف على قطاع الوقود والطاقة لأوبك أعلن في العام الماضي أن روسيا على الاستعداد لخفض الإنتاج لدعم أسعار النفط. إلا أن في الواقع أقدمت دول أوبك في 2009 على فرض قيود على إنتاج وتصدير "الذهب الأسود"، بينما قامت روسيا بما هو عكس ذلك تماما. وتزامن بدء نمو أسعار النفط مع حصول شركات النفط الروسية على تسهيلات ضريبية ملحوظة عند تنقيب الحقول الجديدة في سيبيريا الشرقية وهو ما ترتب عليه قيام الشركات الروسية الكبرى مثل "روس نفط" و"لوكويل" و"ت ن ك - ب ب" برفع الإنتاج. وبفضل ارتفاع إيرادات صادرات النفط، تتمنى الحكومة الروسية أن تحقق معدلات نمو إجمالي الناتج المحلي المتزايدة على مدى السنوات الثلاث المقبلة وتخرج من الأزمة في عام 2012. ولكن دخول براميل النفط الروسي الإضافية السوق العالمية قد يعرقل جهود أعضاء الأوبك الرامية إلى الحفاظ على الأسعار العالية للنفط وتدفعها إلى زيادة الإنتاج. وكانت "أوبك قد ابقت خلال اجتماعها الوزاري في فيينا الأسبوع الماضي حصص انتاج الدول الأعضاء دون تغيير. وقد جاء قرار "أوبك" في ظل مؤشرات التعافي التى يحظي بها حالياًُ أداء الاقتصاد العالمي والتي أسهمت في الحفاظ على استقرار الأسعار فوق ال70 دولاراً. ويأتي قرار المنظمة التي تسهم بنحو 40% من المعروض العالمي للنفط متماشياً مع التوقعات السابقة للمحللين ومعظم وزراء الطاقة، حيث تم ترجيح تثبيت حصص الانتاج الإجمالية للدول الأعضاء عند المستوي المستهدف 24.845 مليون برميل يومياً، كما يعد الاجتماع الأخير للمنظمة ثالث اجتماع تعقده هذا العام دون اجراء أى تعديل لحصص الانتاج.