اجتاحت موجة من الانخفاضات الملحوظة اغلب أسواق الأسهم العالمية بجانب أيضا أسواق السلع الأولية وفي مقدمتها النفط بسبب تصاعد القلق إزاء تعرض الاقتصاد العالمي لانتكاسة جديدة تعوق فرص التعافي في ظل التأثيرت السلبية المحتملة لوباء أنفلونزا الخنازير على العديد من القطاعات الاقتصادية. وقد تعرضت أيضا أسهم القطاع المصرفي على مستوى بعض الأسواق لضغوط التراجع خلال تعاملات اليوم، وذلك في ظل تردد أنباء عن إن الجهات الرقابية في الولاياتالمتحدة ستطالب بعض البنوك برفع رأس المال، وذلك في إطار نتائج الاختبارات الموضوعة من قبل الحكومة الأمريكية للتحقق من قدرة البنوك على الصمود أمام الأزمة المالية الراهنة. وتراجع خلال تعاملات اليوم مؤشر داو جونز ستوكس 600 الذي يقيس أداء أسواق الأسهم الأوربية، وذلك بنحو 2 % متأثرا بتحركات أسعار أسهم البنوك، والشركات العاملة في مجال إنتاج المواد الخام والسلع الأولية. ويرى أحد الخبراء لدى مصرف " سوسيتيه جنرال " في لندن، وذلك كما أشار تقرير أوردته شبكة "بلومبرج" إن هناك ضغوط تواجه أسواق الأسهم في ظل تضافر عوامل متمثلة في القلق الراهن من تداعيات مرض أنفلونزا الخنازير بجانب التباين الراهن في نتائج أعمال الشركات فضلا عن تأثر الاختبارات الموضوعة حاليا للبنوك الأمريكية. فقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للعقود الآجلة في بورصة " وول ستريت " انخفاضا بنحو 1.8 %، وذلك بعد أن أشارت صحيفة " وول ستريت جورنال " إلى إن نتائج الاختبارات الموضوعة للبنوك قد أظهرت إمكانية احتياج كل من " بانك اوف أمريكا " و " سيتي جروب " لزيادة رأس المال. وأشار التقرير إلى إن الانخفاضات التي تعرض لها مؤشر "ام اس سي اى " لقياس أداء أسواق الأسهم العالمية على مدى جلستي تعاملات، قد أزاحت قدر كبير من المكاسب التي أحرزها المؤشر خلال الأسابيع الستة الأخيرة. فقد حقق المؤشر الذي يقيس أداء البورصات على مستوى 23 دولة متقدمة ارتفاعات بنحو 28 %، خلال الفترة منذ 9 مارس الماضي وحتى نهاية الأسبوع الماضي، وذلك في ظل أجزاء التفاؤل التي سادت المستثمرين في الفترة الأخيرة بشأن إمكانية إن تساعد خطط التحفيز التي تنتهجها العديد من الحكومات في دفع الاقتصاد العالمي للخروج من دوامة الركود الحالية. وعلى مستوى البورصات في الدول ذات الاقتصاديات الناشئة، فقد واصلت تراجعها لليوم الثاني على التوالي كما انخفضت أسواق العملات والسندات وسجل مؤشر " ام اس سي اى " للأسواق الناشئة تراجعا ملحوظا قدرت نسبته ب 2.2 % ليصل لأدنى مستوياته منذ نحو أسبوعين. وقادت الأسهم الروسية التراجع على مستوى الأسواق الناشئة لينخفض المؤشر الرئيسي في بورصة موسكو ب 3 % حيث تعرض سهم شركة " لك اويل " لضغوط بسبب انخفاضات أسعار النفط التي هبطت عن ال 49 دولار . وفي أسواق الصرف المكسيكية واصل سعر العملة المحلية " البيزو " انخفاضاته لليوم الثاني على التوالي حيث تراجع ب 0.3 % مقابل الدولار بعد الهبوط المسجل في اليوم السابق ب 5.1 % . وقد أشار بنك باركليز كابيتال إلى تزايد احتمالات إقدام المكسيك على سحب خط ائتمان من صندوق النقد الدولي لمواجهة مرض أنفلونزا الخنازير. وفي أسواق السلع الأولية، عمت التراجع أسعار النحاس، والألمونيوم، والنيكل ببورصة لندن، بسبب القلق إزاء إمكانية حدوث المزيد من التراجع في معدلات النمو الاقتصادي، كما تعرض سعر النفط الخام لانخفاضات تجاوزت ال 3 %، بسبب الآثار السلبية التي قد تلحق بحركة الطيران عالميا في ظل المخاوف الراهنة من مرض أنفلونزا الخنازير. وقد هبط سعر العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنحو 4.2 %، كما تراجع سعر النيكل ب 5.3 % والألمونيوم ب 1.6 %.