محيط: مع استمرار ضغوط التراجع التي تواجه أسعار النفط كنتيجة طبيعة للأزمة العالمية الراهنة يبدو أن المعدن الأصفر لن يكون مهيأ للاحتفاظ ببريقه كبديل وملاذ آمن للاستثمارات في مواجهة التضخم خاصة مع تماسك سعر الدولار أمام العديد من العملات الرئيسية. فقد خسر المعدن الأصفر بنحو 29% من قيمته في الأسواق الدولية وذلك مقارنة بالمستوى القياسي المسجل في مارس الماضي حينما وصل سعره لحوالي 1032 دولار للأونصة. وأشارت تقرير أوردته شبكة بلوم برج الإخبارية إلى أن تلك الانخفاضات للمعدن تأتي نتيجة تحرك المستثمرين نحو تسييل تلك النوعية من الاستثمارات لتدبير الأموال النقدية اللازمة لموجهة الأزمة المالية. ويري أحد المختصين في استثمارات المعدن الأًصفر بجنيف أن سعر الأونصة قد تراجع لمستوى ال 680 دولار خلال المستقبل القريب وذلك في ظل ارتفاعات سعر الدولار وغياب الدور المساعد لسعر النفط في دعم أسواق المعدن الأصفر. فقد تراجع السعر الفوري للمعدن الأصفر في لندن اليوم بنحو 3.4 دولار أو 0.5% ليبلغ 728.2 دولار. وقد تراجع سعر العقود الآجلة للمعدن الأصفر خلال التعاملات الالكترونية في بورصة نيويورك للسلع ب 6.9 دولار ليبلغ سعر الأونصة 725.9 دولار. وتراجع السعر الفوري للفضة ب 1.6% ليبلغ 9.95 دولار للأونصة بينما سعر البلاتين بنحو 0.7% ليلغ 82.52 دولار. ووفقا لتوقعات المصرف الألماني فإن نسبة تراجع المعدن الأصفر علي مدار العام الحالي ستكون في حدود ال13% ليكون متوسط سعر الأونصة 861 دولار و750 دولار العام المقبل. وكان مصرف "يو بي اس" قد خفض تقديراته المتعلقة بالأسعار المتوقعة للمعدن الأصفر في 2007 لتكون في حدود ال700 دولار بدلا من 825 دولار. ويبلغ متوسط السعر الفوري للمعدن هذا العام 887.3 دولار. وتشير الاحصاءات إلي أن سعر المعدن كان قد قفز بحوالي 220% خلال العشر سنوات الأخيرة وحتي يونيو الماضي وذلك في ظل فورة النمو التي عاشتها العديد من اقتصادات العالم خاصة الاقتصادات الناشئة وتنامي الطلب في أسواق السلع الأولية وتزايد مخاطر التضخم الأمر الذي عزز من مكانة المعدن الأصفر كملاذ آمن للاستثمارات والمدخارت من مخاطر التأكل تحت وطأة ضغوط التضخم. وبشكل عام كان لخفوت بريق الذهب خلال الفترة الأخيرة أسباب أبرزها تضافر عاملين هما التراجع الجماعي لأسعار أغلب السلع الأولية وتصاعد الطلب علي الأصول الدولارية. وعلي الرغم من الانخفاضات التي مازالت تلاحق المعدن الأصفر مع امكانية وصول الأونصة لمستوي ال600 دولار إلا أن هناك امالا في امكانية استعادة المعدن لبريقه وذلك بمجرد تجاوز الاقتصاد العالمي الأزمة العالمية وعودة ضغوط التضخم.