أسعار النفط تتجاوز ال100 دولار بعد قرار خفض إنتاج "أوبك" فيينا: قرر وزراء أوبك خفض إنتاج المنظمة بواقع 520 ألف برميل يوميا اعتبارا من اليوم لتعود بذلك الدول الأعضاء إلى سقف الإنتاج الذي أقره المؤتمر الوزاري العادي المنعقد في سبتمبر 2007 والمقدر ب 28.8 مليون برميل في اليوم.
وعقب قرار المنظمة، ارتفع الخام الأمريكي الخفيف تسليم أكتوبر المقبل بواقع 54 سنتا ليبلغ 103.80 دولارات للبرميل، وارتفع أيضا خام برنت بواقع 46 سنتا ليبلغ 100.80 دولار للبرميل بعد أن تراجع خلال تعاملات الليلة الماضية إلى ما دون مستوى ال 100 دولار للبرميل مسجلا أدنى مستوياته خلال خمسة أشهر.
وكانت بعض الدول الأعضاء في "أوبك" من بينهم فنزويلا وإيران دعوا مؤخرا إلى بحث إجراء خفض إنتاج المنظمة وذلك في ضوء التراجع الذي شهدته الأسعار بنحو 27% مقارنة بالمستويات القياسية المسجلة في 11 يوليو الماضي حينما وصل سعر الخام لنحو 47 دولار للبرميل.
وأكد البيان الختامي لمؤتمر وزراء النفط والطاقة في منظمة "أوبك" ال 149 أن القرار الجديد تم اتخاذه وفق المعطيات القائمة حاليا في السوق النفطية العالمية بالإضافة إلى تراجع الطلب العالمي على النفط واستمرار انخفاض الأسعار المتأثر بضعف النمو الاقتصادي العالمي وتحديدا في منطقة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالإضافة إلى تحسن القيمة الشرائية للدولار الأمريكي وتراجع حدة التوتر في ما يسمى بالعوامل الجيوسياسية .
وشدد وزراء النفط والطاقة في "أوبك" على أهمية الدور المحوري الذي تقوم به الدول الأعضاء على صعيد العمل المشترك من أجل تعزيز استقرار السوق وتوازن الأسعار من خلال التمسك بسياستها الثابتة والقائمة على المواءمة بين العرض والطلب والاحتفاظ بقدرة إنتاجية احتياطية وإضافية لتلبية احتياجات العالم ومصالحه على نطاق أوسع .
وفي هذا السياق أعرب وزراء النفط والطاقة في "أوبك" عن استعداد المنظمة للتحرك الفوري واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة أية تطورات مفاجئة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار السوق أو حدوث تراجع حاد أو مفاجئ بأسعار النفط .
وأوضح البيان الختامي ل"أوبك" الذي أوردته وكالة أنباء الإمارات "وام" أنه ومن أجل تحقيق مراقبة دائمة وثابتة تأخذ في الاعتبار أساسيات حالة العرض والطلب العالمي على النفط فقد وافق وزراء النفط والطاقة على إجراء تقييم شامل لأوضاع السوق وتطوراتها خلال المؤتمر الوزاري غير العادي 150 والمقرر انعقاده في الجزائر في الأول من ديسمبر المقبل.
وحسب "اتفاق فيينا149" فقد أبدى وزراء النفط والطاقة في "أوبك" بعد اجرائهم مراجعة شاملة لتقارير اللجنة الاقتصادية واللجنة الوزارية الثلاثية لمراقبة السوق والأسعار والحصص الإنتاجية والأمين العام تفهمهم لرغبة إندونيسيا بتجميد عضويتها الكاملة في المنظمة .
كما قرر وزراء النفط والطاقة في الأوبك عقد المؤتمر العادي المقبل في 15 مارس من عام 2009 بمقر الأمانة العامة في فيينا أي قبل موعد انعقاد المنتدى الدولي تحت شعار البترول "مستقبل الاستقرار والاستدامة" والذي سيعقد في قصر الهوفبورغ التاريخي بوسط العاصمة النمساوية يومي 18 و19 مارس 2009 .
وقد انتخب مؤتمر "أوبك" وزير النفط الأنجولي ديسيديرو دا غراكا فيريسمو إي كوستا رئيسا لمنظمة الدول المصدرة للبترول خلال عام 2009 ووزير البترول والمناجم في الاكوادور الدكتور غالو شيريبوغا زاميرانو نائبا للرئيس ومحافظ الكويت السيدة سهام رزوقي رئيسة لمجلس المحافظين ومحافظ ليبيا الدكتور عبدالله عمار بالوت نائبا لرئيسة مجلس المحافظين خلال نفس العام .
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الأمين العام لمنظمة الأوبك الدكتور عبدالله البدري أشاد الدكتور شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري الذي يترأس الدورة الحالية للأوبك بأهمية القرار الذي تبناه وزراء النفط والطاقة بتوافق الآراء وأعرب عن اعتقاده بأن الحفاظ على سقف الإنتاج الرسمي الحالي من خلال العودة إلى العمل باتفاق سبتمبر 2007 واعتماد اتفاق الدوحة الذي حدد الإنتاج ب 673ر29 ملايين برميل في اليوم باستثناء العراق سيساهم في استقرار السوق.
ولم يستبعد الوزير شكيب خليل استمرار تراجع أسعار النفط خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة نظرا لعدة اعتبارات أهمها وجود كميات فائضة من النفط في السوق العالمية وتراجع الطلب العالمي على النفط بتأثير من تباطؤ أو ضعف نمو الاقتصاد العالمي.
كما أكد الوزير الجزائري أن التخفيض في الزيادة الإنتاجية قد تم توزيعه على الدول الأعضاء بالتراضي مشيرا إلى أن سريان مفعول القرار الجديد سيبدأ اعتبارا من اليوم .
يذكر أن "أوبك" تنتج حاليا 29.67 مليون برميل يوميا وتستحوذ المنظمة على 40 % من إجمالي إنتاج النفط الخام عالميا.