محللون: الاقتصاد الأمريكي على أعتاب مرحلة الانكماش
محيط – زينب مكي
الاقتصاد الأمريكى يدخل في دوامة الركود يبدو أن الولاياتالمتحدة على أعتاب مرحلة انكماش اقتصادي في النصف الثاني من العام الجاري بعد أن أصبحت المشكلات التي تواجه أكبر اقتصاد في العالم واضحة للعيان بفعل البيانات التي تشير إلى أبطأ معدل في إنشاء المساكن الجديدة خلال أكثر من 17 سنة.
ويقول ديميتري فليمنج، وهو اقتصادي لدى مؤسسة "آي إن جي"، إن البيانات الأمريكية "تحمل معها طابعاً قوياً من الكساد التضخمي"مؤكدا أن بيانات المساكن الجديدة قد تشوهت بفعل القواعد الجديدة للمباني التي تضم عدة عائلات في مدينة نيويورك، لكن الأرقام الخاصة بالمساكن المخصصة لعائلة واحدة تكشف عن الاتجاه العام الحقيقي قائلا: "هذه البيانات لا تدع مجالاً للشك في أن الانقباض الإسكاني ما يزال موجوداً"،كما أوردت صحيفة الاقتصادية الالكترونية.
ويؤكد هذا الاتجاه ما أعلنه مصرف "يو بي اس" السويسري ان الولاياتالمتحدة قد تدخل مرحلة انكماش اقتصادي في النصف الثاني من السنة بسبب التأثيرات الضئيلة للإجراءات النقدية والمالية.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عن المصرف أن "الانخفاض الشديد في معدلات الفوائد والضرائب المستوفاة سمحت للاقتصاد الأمريكي بتجنب الانكماش حتى الآن" لكن تأثير هذه الخطوات بلغ نهايته.
واعتبر التقرير الصادر عن البنك، الذي يعد أكبر المصارف السويسرية، أنه سيكون من الصعب الإفلات من الانكماش خصوصا وأن نسبة نمو الاقتصاد الأمريكي ستكون بحدود 3.1 % خلال العام الجاري على أن تبلغ 1% خلال العام القادم 2009.
ويتوقع المحللون في "يو بي إس" بقاء الظروف الحالية ضعيفة وعدم حصول "انتعاش سريع" بعد مرحلة الانكماش.
ومن جانبه حذر ألان جرينسبان رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي السابق في مقابلة مع صحيفة الفاينانشيال تايمز في وقت سابق من أن الولاياتالمتحدة مازالت معرضة لمخاطر الركود، معربا عن اعتقاده بأن هناك احتمال أكثر من 50% بحدوث ركود اقتصادي بالولاياتالمتحدة.
الاقتصاد الأمريكي ويؤكد جرينسبان أن الخطر الأساسي الذي يراه يكمن في أن معدل الادخار على مستوي الأفراد في الولاياتالمتحدة سينمو بشكل أسرع عما يتوقع أغلب المحللين وهو ما سيؤثر على الإنفاق الاستهلاكي مع إمكانية شراء المساكن وظهور بوادر ضعف أسواق العمل من حيث القدرة على إيجاد فرص توظيف جديدة فضلا عن تراجع الإقبال على منتجات الائتمان المصرفي.
يذكر أن أوساط اقتصادية مستقلة قد قدرت خسائر الاقتصاد الأمريكي والعالمي بسبب أزمة الرهن العقاري بحوالي 300 مليار دولار.
وعلى الجانب الأخر أكد التقرير السنوي لمنظمة "إي إم دي" التي تتخذ من مدينة لوزان السويسرية مقرا لها في وقت سابق إن الاقتصاد الأمريكي هو الأكبر في العالم وهو أيضا الأكثر قدرة على التنافس تليه سنغافوره وهونج كونج ولوكسمبورج والدنمارك.