اتفق الخبراء والمراقبون علي أن الأزمة المالية العالمية لم تكن ظاهرة طبيعية وإنما كانت من صنع الإنسان وتحديدا كان السبب فيها عددا من الشخصيات البارزة والمسئولين بكبريات المؤسسات المالية العالمية والبنوك وشركات التأمين.. بل وامتد الأمر إلي تورط مسئولين حكوميين ورؤساء دول وشعوب في احداث الأزمة وتفاقمها إلي الحد الذي هي عليه الآن. ووفقا لما كان متاح لدينا من بيانات ومؤشرات وبيانات فقد كانت بداية الأزمة العقارية في الولاياتالمتحدةالأمريكية الشرارة الأولي التي فجرت الأزمة المالية العالمية بعد ظهور فقاعة ترتبط بالقطاع العقاري فمنذ عام 2000 أخذت قيم العقارات وبالتالي أسهم الشركات العقارية المسجلة بالبورصة بالارتفاع بصورة مستمرة في جميع أنحاء العالم خاصة في الولاياتالمتحدة حتي بات شراء العقار أفضل أنواع الاستثمار ومن ثم اتسعت التسهيلات العقارية إلي درجة أن المصارف منحت قروضا حتي للأفراد غير المؤهلين ائتمانيا وغير القادرين فعليا علي سداد ديونهم بسبب دخولهم الضعيفة وانتفخت الفقاعة العقارية حتي وصلت إلي ذروتها فانفجرت في صيف عام 2007 حيث هبطت قيمة العقارات ولم يعد الأفراد قادرين علي سداد ديونهم حتي بعد بيع عقاراتهم المرهونة وفقد أكثر من مليوني أمريكي ملكيتهم العقارية وأصبحوا مكبلين بالالتزامات المالية طيلة حياتهم. ونتيجة لتضرر المصارف الدائنة نتيجة عدم سداد المقترضين لقروضهم هبطت قيم أسهمها في البورصة وأعلنت شركات عقارية عديدة إفلاسها. وفي تقرير مثير نشرته جريدة "الجارديان"البريطانية عن هوية المسئولين عن الأزمة المالية العالمية الحالية التي دفعت باقتصاد العالم إلي مستنقع لا يعلم أحد متي يمكن الخروج منه،التقرير تضمن أسماء كثيرين تصدروا المشهد العالمي بكل ملامحه السياسية والاقتصادية، اسماء لرؤساء ورؤساء حكومات لدول كبري، واسماء أخري لشخصيات اقتصادية روضت مصالحها لتحقيق أهدافها سياسية ربما لم يحن الوقت بعد لكشف تفاصيلها وقد تضمن تقرير "الجارديان" قائمة بأسماء 25 شخصية بارزة مسئولة حسب رأي الصحيفة عن نشوء وتطور الأزمة المالية العالمية الحالية. وذكر التقرير أن الأزمة المالية الحالية ليست ظاهرة طبيعية، وإنما كارثة من فعل الإنسان، وأننا جميعا مذنبون لدرجة ما في ذلك. ويتصدر قائمة المذنبين ألان جرينسبان، الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي البنك المركزي الأمريكي بوصفه المسئول عن السماح بتنامي حجم التسليف العقاري نتيجة الفائدة المنخفضة والنقص في التنظيم في هذا المجال، وفقا لما قالته وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" كما أشارت فينتش إلي عدد من السياسيين الذين يتحملون أيضا،حسب رأيها، مسئولية نشوء الأزمة، وبينهم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون الذي صدر في عهد عدد من القوانين التي تتيح لشرائح المجتمع الفقيرة الحصول علي قروض من البنوك لشراء مساكن، وجورج بوش الذي لم يحل دون استمرار هذه العملية وصعد أبعادها، وكذلك رئيس وزراء بريطانيا جوردون براون "الذي وضع مصالح رجال المال فوق مصالح رجال المال فوق مصالح رجال المال فوق مصالح ممثلي قطاع آخر في الاقتصاد، وعلي سبيل المثال المنتجين". وتضم قائمة المذنبين في الأزمة أيضا، شخصيات بارزة سابقة وحالية في المؤسسات المالية البارزة في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، مثل شركة التأمين الأمريكي الدولية "إي آي جي" وبنوك "جولدمان ساكس" و"ليمان براذرز" و"ميريل لينش" والمصرف المركزي الانجليزي وغيرها كما اتهمت الصحيفة شخصيات بارزة كجورج سوروس والملياردير وورن بوفيت ورئيس صندوق "هيدج" الأمريكي جون بولسون، وقسمت الصحيفة الشخصيات التي تسبب بالأزمة بحسب القطاعات والتخصصات، فعلي الصعيد الاقتصادي الحكومي، احتل جرينسبان، رأس القائمة وتلاه محافظ المصرف الإنجليزي مارفين كينج. وعلي الصعيد السياسي، حل الرئيسان الأمريكيان فيل جرام اضافة إلي رئيس الوزراء البريطاني الحالي جوردون براون وفي قطاع المصارف والبنوك وشركات التأمين احتلت آبي كوهين، رئيسة إدارة الاستراتيجيات الأمريكية في مصرف "جولدمان ساش" رأس القائمة، وتشتهر أبي كوهين التي تعد إحدي أهم الشخصيات اليهودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها وسيطة في الاسواق المالية الأمريكية ولها تأثير إعلامي كبير علي تقلب أسعار افلاسهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، يعرف عنها ولاؤها الكامل للوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتلتها كاثلين كوربت، الرئيسة التنفيذية السابقة لمصرف "ستاندرد آند بورز"، ثم هانك جرينبيرج من مجموعة "إي آي جي" للتأمين، وكذلك مسئول المنتجات المالية في المصرف جوزيف كاسانو. كما ضمت القائمة آندي هورنباي، الرئيس السابق لمصرف "اتش بي أو اس" والسير فريد جودوين، الرئيس السابق لمصرف "آر بي اس" والرئيس السابق لمصرف "براندفورد آند بينجلي" ستيف كراوشو، والرئيس السابق لمؤسسة "نورذرن روك" آدام أبيلجارث.