شبح الإفلاس يهدد 50 شركة طيران أوروبية محيط – زينب مكي طيران ساس يبدو أن شبح الإفلاس بات لا يقتصر على شركات الطيران الصغيرة، بل ربما يمتد ليشمل ناقلات كبيرة أيضا في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى مستويات قياسية كبدت قطاع النقل الجوي العالمي خسائر قدرتها المؤسسات الدولية بأكثر من 6 مليارات دولار خلال السنة الجارية. وفي هذا الإطار، أكد محللون أن شركات الخطوط الجوية الأوروبية أصبحت في طريقها لأن تواجه أزمة كبرى في الشتاء المقبل ،وذكر دوجلاس ماكنيل في مؤسسة بلو أور للاستثمارات أن هناك أكثر من 50 شركة طيران أوروبية تواجه هذا التهديد ، وقد احتوت قائمته على أسماء مثل شركة "ساس" الاسكندنافية والإيطالية و"أوليمبيك" اليونانية وشركة "ماليف" المجرية بالاضافة الى شركة "لوت" البولندية. وكما أوردت صحيفة الاتحاد الإماراتية، فقد بات من المتوقع أن تلجأ معظم شركات الطيران إلى زيادة أسعار التذاكر مجدداً من أجل تعويض الارتفاع المتسارع في أسعار الوقود. ومن جانبه يرى ويلي والش المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية البريطانية أن صناعة النقل الجوي أصبحت تحلق في أسوأ مناخ تجاري لها على الإطلاق ، متوقعا عدداً كبيراً من المتعثرين. الخطوط-البريطانية جاء ذلك بعد أن أعلنت الخطوط البريطانية عن سلسلة من التخفيضات في جداول رحلاتها بعد أن شهدت انخفاضاً بمعدل بلغ 90% في أرباحها غضون فترة الأشهر الثلاثة الماضية، بينما تخطط شركة "ريانير" إلى تقليل عدد المسارات وإيقاف أكبر عدد من الطائرات على المدارج خلال موسم الشتاء. ولما كانت شركتا "بريتش إيرويز" و"ريانير" تعتبران ضمن قائمة شركات الطيران الأقوى العاملة في أوروبا فإن المحللين يعتقدون أن الناقلات الأضعف سوف تصبح مجبرة على تبني المزيد من الخطوات القاسية مثل الاندماج مع المنافسين أو مواجهة مغبة الخروج كلياً من السوق. وعلى العكس من ذلك فقد أثار مايكل أوليري المدير التنفيذي لشركة "ريانير" انتهاج استراتيجية مختلفة في محاولة الخروج من الأزمة حيث ذكر أن شركته سوف تعمل على خفض أسعار التذاكر بهدف الاحتفاظ بطائراتها ممتلئة بالكامل حتى لو تكبدت بعض الخسائر في الأموال. ومضى أوليري يقول ''سوف تشهد شركتنا نمواً في الحركة المرورية بنسبة 17% من مستوى 51 مليوناً إلى 58 مليون مسافر برغم انخفاض مستوى الأرباح، وأستطيع أن أؤكد أن "ريانير" سوف لن تفرض رسوماً على الوقود مهما ارتفعت أسعار النفط. اياتا ومن جانبه حذر نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" في الشرق الأوسط مجدي صبري من أن عدد شركات الطيران المعرضة لإشهار إفلاسها يتزايد بقوة، مع كل ارتفاع في أسعار النفط العالمية،مشيرا إلى أن خسائر قطاع النقل الجوي العالمية، ارتفعت من نحو ملياري دولار إلى أكثر من 6 مليارات خلال السنة الجارية، في حال استمرار سعر برميل النفط عند مستوى 130 دولاراً. وفي حديث له نقلته صحيفة الحياة اللندنية أكد صبري أنه وعلى رغم الأرباح التي حققها قطاع النقل الجوي العالمي العام الماضي، فقد شهد إفلاس أكثر من 24 شركة طيران في الولاياتالمتحدة وحدها. وتلعب أسعار النفط الدور الأكبر في ظاهرة إفلاس الناقلات الجوية، إذ رفعت بشدة تكاليفها التشغيلية، لتشكل فاتورة الوقود وحدها نحو 40% هذه السنة، مقارنة ب 33% في 2007، و 25% في 2006، و17% فقط في 2004. وطالب صبري بالبحث عن حلول لإخراج تلك الصناعة الاستراتيجية من أزمتها، مشيراً إلى مفارقة اقتصادية صارخة تتمثل في تدني أرباح الصناعة إلى أقل من 2%، حيث تراوحت بين 4 و5 مليارات دولار فقط، مقارنة بعائداتها التي فاقت 470 مليار دولار في 2007، لافتاً إلى أن ديون شركات الطيران بلغت حتى الآن 200 مليار دولار محذرا من أزمة حادة في 2008، مع توقعات بتراجع حركة النقل الجوي عالمياً بين 5.9 و3.9%.