الجزائر: عزا رئيس منظمة الدول المصدرة "أوبك" ووزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل ارتفاع أسعار النفط التي بلغت 135 دولار للبرميل إلى تراجع الإنتاج في أكبر دول منتجة للنفط غير الأعضاء في "أوبك" مثل روسيا والنرويج والمكسيك. وأشار إلى أن هناك عوامل أخري ساهمت في اشتعال أسعار النفط مثل زيادة طلب المستهلكين خاصة في البلدان الناشئة بالإضافة إلى تواصل مسلسل هبوط الدولار أمام أغلب العملات الرئيسية. وأضاف في تصريحات ذكرتها وكالة الأنباء السعودية "واس" أن استهلاك المواد النفطية بالولايات المتحدة سيرتفع آجلا بسبب الوعود الانتخابية التي قطعها المترشحون للانتخابات الرئاسية للمستهلكين الأمريكيين بخفص الرسوم على الوقود. وقد سجل الخام الأمريكي في نهاية تداولات الأسبوع في بورصة نيويورك 132.19 دولارا لعقود تسلم شهر يوليو بزيادة قدرها 1.38 دولار أو 1.1%. وحول إجتماع منتدى البلدان المصدرة للغاز المزمع عقده في شهر أكتوبر المقبل بموسكو قال خليل إن مجموعة العمل التي وضعت للغرض عرضت جملة من الاقتراحات بينها إنشاء أمانة عامة ومجموعات عمل تعزز عمل المنتدى. وعلى صعيد متصل أعربت الحكومة اليابانية عن قلقها و حذرها من التأثيرت السلبية لارتفاع اسعار النفط الخام على الاقتصاد الياباني. وقالت وزيرة الاقتصاد اليابانية هيروكو اوتا "نحن نشعر بالقلق الشديد من تأثير ارتفاع أسعار النفط الخام على الاقتصاد الياباني". من جانبه أعرب وزير المالية اليابانية فوكيشيرو نيوكاغا في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن قلقه من التأثيرات السلبية لارتفاع أسعار النفط الخام على أرباح الشركات اليابانية وصرف المستهلك الياباني. وأضاف إن الحكومة اليابانية ستتابع عن كثب حركة ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية "وكم ستبقى مرتفعة بهذه الصورة". هذا وقد ربط تقرير "نفط الهلال" الأسبوعي، ارتفاع أسعار النفط، بازدياد الطلب المقرون بنمو السكان. ورأى "أن المصدر الرئيس، لما شهده العالم من نمو سكاني جاء من البلدان النامية، فشهدت الهند والصين وباكستان ونيجيريا وبنغلادش وإندونيسيا أكبر زيادة سكانية في العالم". واعتبر أن "النمو السكاني المطّرد، يرتبط بصورة أو أخرى، بارتفاع أسعار النفط العالمية وتقلباتها. منذ اكتشاف أول بئر نفطية على يد أدوين دريك في ولاية بنسلفانيا عام 1859، وانطلاق تسعير البرميل بدءاً من 9,59 دولار عام 1860، وتراجعه إلى 1,19 دولار في مطلع القرن العشرين، وبلوغه مطلع القرن الحادي والعشرين 27.6 دولار، وتسجيله قبل ثلاثة أعوام أرقاماً قياسية مقارنةً بما سبق، بدءًا من 50.6 دولار للبرميل، وصولاً إلى 135 دولاراً حالياً". وذكر التقرير الذي أوردته صحيفة "الحياة" اللندنية أن النمو السكاني العالمي المتسارع أدى إلى تزايد الطلب العام على النفط، وبات يتوقع أن يبلغ الاستهلاك العالمي أكثر من 116 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030 أو 103 بلايين إذا انتهجت الحكومات سياسات للحد من استخدام النفط. وفي الحالين، سيرتفع الاستهلاك عن مستواه الآن، المتوقع أن يبلغ 87.7 مليون برميل يومياً خلال 2008، مقارنة بنحو 85.8 مليون برميل يومياً خلال 2007. وتبعاً لذلك يقدّر أن ترتفع احتياجات العالم النفطية إلى 90.4 مليون برميل يومياً في 2010، و106.7 مليون برميل يومياً في 2020، و120.3 مليون في 2030. وفي المنطقة العربية، حيث يمثل النفط والغاز الطبيعي 97 في المئة من استهلاك الطاقة، شهد ارتفاع متوسط استهلاك الفرد من النفط تغيراً ملحوظاً من 7.3 برميل عام 1985 إلى 8.9 برميل عام 2000، ثم 9.4 برميل عام 2005، أي بمعدل نمو سنوي 1.3 في المئة. ويتوقع ارتفاعه إلى 12.8 برميل في 2020، بزيادة سنوية قدرها 2.1 في المئة.