إيران تدعو للتعامل دوليا مع المياه كسلعة استراتيجية

إيران تدعو للتعامل دوليا مع المياه كسلعة استراتيجية
محيط كريم فؤاد
في الوقت الذي يعيش فيه نحو 2.5 مليار شخص في العالم بدون مياه صالحة للشرب، أشار وزير الطاقة الإيراني إلى أن المياه تعتبر أكبر ثروة في العالم، وطالب خلال اجتماع عقد حول المياه، الدول التي يوجد لديها فائض في المياه أن تقوم بتبادل أو شراء وبيع أو نقل المياه كالكثير من السلع الاقتصادية الاستراتيجية الأخرى.
وقال وزير الطاقة الإيراني برويز فتاح خلال افتتاح المؤتمر الأول لقادة دول آسيا وأوقيانيا الذي عقد تحت عنوان "المياه" إن المياه تعد من المصادر المهمة والرئيسية للدول الآسيوية، مؤكدا أنها ستكون أساسا لتطور ونمو هائل في العالم.
وتابع في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الإيرانية "آرنا" أن بعض الدول الاسيوية لاسيما المطلة علي المحيط الهندي تبدو دولا غير نامية أو اقل نموا ولكن لها الكلمة الأولي من حيث المياه في العالم.
وقال وزير الطاقة إن دولا مثل سريلانكا والهند وبنغلاديش هي من الدول ذات الأنهار الكبيرة ولها المرتبة الأولي في العالم من حيث الأمطار، الا ان هذه الدول ونظرا لنموها الضئيل تتكبد خسائر بشريه وماديه كبيره اثر الامطار الغزيرة والسيول الجارفة التي تحدث فيها.
وأوضح بأن أحد المحاور الأساسية لهذا الاجتماع هو موضوع القضايا المالية للمياه ومن ضمنها القيمة الاقتصادية للمياة ووضع الاستثمارات في مجال المياه والاستفادة من القروض قليلة الأرباح للاستثمار في قطاع المياة.
وعلي صعيد متصل قدرت دراسة دولية حديثة حجم الاستثمارات المطلوبة عالميا في قطاع توسيع شبكات المياه والكهرباء و النقل خلال ال 25 عاما المقبلة بحوالى 40 تريليون دولار محذرة من أنه بدون هذه الاستثمارات فإن الشرق الأوسط يمكن أن يواجه بحلول عام 2050 نقصا حادا بالمياه.
وتوقعت كاثي شاندلينج المديرة التنفيذية للرابطة الدولية الخاصة للمياه إن تنفق دول الشرق الأوسط مبالغ هائلة تزيد على 120 مليار دولار في صورة استثمارات بقطاع المياه خلال العشر سنوات المقبلة، فيمكشف خبير اقتصادي النقاب عن عزم دول مجلس التعاون الخليجي استثمار 50 مليار دولار في عدة مشاريع مياه وطاقة خلال السنوات الخمس القادمة.
وأشارت التقديرات إلى أن العديد من مشروعات البناء في الشرق الأوسط سوف تستهلك بمفردها ما يتجاوز 112 مليار لتر من المياه الصالحة للشرب خلال العامين المقبلين وبالتالي تزيد من الضغوط التي تتعرض لها مخزونات المياه الجوفية ومنشآت تحلية المياه الحالية.
هذا وقد شيدت الإمارات العديد من محطات التحلية بقدرة بلغت 950 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً ،"كما ذكرت صحيفة القدس العربي".
وفي السعودية يواجه قطاع تحلية المياه العديد من التحديات من بينها: الزيادة السريعة في عدد السكان، وزيادة الطلب علي المياه، وارتفاع نسبة الاستهلاك لكل فرد، كذلك اتساع الفجوة بين الطلب علي الماء والإمداد.
ومن جهته قال فهيد بن فهد الشريف، المسئول في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية إلي أن المؤسسة أنتجت خلال العام 2005-2006 أكثر من مليار متر مكعب من المياه، إضافة إلي توليد 21 مليون ميجاوات ساعة من الكهرباء.
أما خليل محمد شريف فولاذي النائب الأول لرئيس غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي فقال أن الإمارات تحظي بأعلى المعدلات الفردية لاستهلاك المياه في العالم، ومن المتوقع ارتفاعها خلال السنوات القادمة.
وعلى صعيدا متصل يطالب البنك الدولي المسؤولين في الدول النامية ليضعوا الخطط والاستراتيجيات في مجال توفير المياه الصالحة للشرب والعمل على تنفيذها من خلال التعاون مع المنظمات الدولية.
وقال التقرير إن هناك نحو خمسة ملايين شخص يموتون سنويا بسبب الأمراض الناتجة عن تلوث مياه الشرب وإنها تظهر بوضوح في عدد من الدول النامية، خاصة في القارة الأفريقية التي تعاني إهمالا كبيرا وعدم اهتمام بالعملية التنموية والصحية.
وطالب التقرير بضرورة توفير المياه الصالحة للشرب للوقاية من الإصابة بالأمراض الخطيرة، التي تتسبب في حدوث حالات عديد من الوفيات وذلك بالتعاون مع الهيئات والمنظمات العالمية المتخصصة في هذا المجال.
ويقول البنك الدولي إن منطقة الشرق الأوسط يسكنها 5% من سكان العالم، لكنها تحتوي أقل من 1% من المياه القابلة للشرب في العالم.
وقد أفاد تقرير التنمية البشرية الصادر مؤخرا عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن أفقر منطقة مائية في العالم في أدنى معدلاتها تقع في أفريقيا جنوب الصحراء، ويبلغ الحد الأدنى في الكثير من الدول العربية والأفريقية حوالي 5 لترات يومياً بينما نصيب الفرد في أوروبا في المتوسط أكثر من 200 لتر، أما سكان الولايات المتحدة الأمريكية يستخدمون أكثر من 400 لتر من المياه.