لطالما حذر رجال الاقتصاد منذ وقت طويل بأن اقتصاد العالم لا يمكنه الاعتماد للأبد على الطلب الأمريكي وحده، فمع اضطراب سوق العقار، وتأثيرات أزمة أسواق الائتمان وانخفاض سعر الدولار أمام العديد من العملات العالمية، تواجه أمريكا الآن خطر الركود بصورة متزايدة. إلا أن العالم وجد محركات اقتصاد قوية في الصين والهند وفي الاقتصادات الناشئة. استطاعت منذ سنوات عدة الإسهام في نمو مجمل الإنتاج العالمي أكثر مما أسهم به الاقتصاد الأمريكي. وأظهرت تقارير حديثة صادرة عن منظمة مؤتمر التجارة والتنمية "اونكتاد" أن الصين والهند تتصدران قائم الدول الجاذبة للاستثمارات الخارجية المباشرة. وأشار التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة جاءت في المركز الثالث خلف الصين والهند في حين احتلت بريطانيا وألمانيا وفرنسا والبرازيل والمكسيك مواقع بين الدول العشر الأوائل في إشارة إلى أن دول غرب أوروبا تعتبر من الوجهات الجاذبة للاستثمارات. وأضافت المنظمة في تقريرها الذي أوردت وكالة الأنباء الكويتية جزء منه أن مناطق جنوب وشرق آسيا بما فيها دول الخليج العربي النفطية يتوقع أن تستقطب في المستقبل القريب المزيد من الاستثمارات الخارجية المباشرة من قبل الشركات العملاقة. لكن هذه الصورة ليست مشرقة بالكامل، إذ سوف يكون للتباطؤ الحاد في الصين الآن عواقب عالمية أسوأ مما حدث في الماضي، سيما أن ثمة نقاط ضعف في اقتصاد الصين. لكن على الرغم من هذا، لا يبدو أن هذا الأمر سيؤدي لمشكلة كبرى خلال السنتين المقبلتين، وهي الفترة التي يمكن أن تبدو فيها أمريكا ضعيفة. فإذا ما تمكنت الصين من المحافظة على نشاطها الاقتصادي سيساعد هذا في المحافظة على سلامة الاقتصاد العالمي، وفقا لما أوردته صحيفة "الوطن" الكويتية. ولا شك أن الصادرات الآسيوية ستضعف إذا ما عانت أمريكا من الركود، وتجدر الإشارة إلى أن الصين والهند ومعظم دول الاقتصادات الناشئة الأخرى في آسيا باتت تصدر الآن سلعا للاتحاد الأوروبي أكثر مما تصدره للولايات المتحدة. كما أن صادرات الصين للاقتصاديات الناشئة الأخرى تزداد الآن بوتيرة أسرع.