القاهرة: صدر حديثاً عن دار "صفصافة" للنشر والتوزيع بالقاهرة كتاب جديد بعنوان "إغراء السلطة المطلقة" للباحثة بسمة عبدالعزيز، ويقع في 127 صفحة من القطع الكبير، و سبق له الفوز كبحث بجائزة أحمد بهاء الدين للباحثين الشباب عام 2009، ويتتبع الكتاب مسار العنف في علاقة الشرطة بالمواطن عبر التاريخ. وبحسب قراءة أحمد السعداوي بصحيفة "الاتحاد" يتناول الكتاب العلاقة المرتبكة بين كل من رجال الشرطة والمواطن، خاصة في مصر والتي شهدت على مدار ثلاثة عقود انفلات شديد في العلاقة بين المؤسسة الأمنية والمجتمع والتي غلفها العداء والإرتياب. تؤكد المؤلفة أن القمع شكل فصول تتوالى باستمرار وإن تفاوتت شدتها، وظلت هكذا في ظل حضور السلطة المطلقة وغياب الناس عن المشاركة. يبدأ الكتاب بتاريخ تكوين الأجهزة الأمنية، لافتاً إلى أن مصر عرفت منذ آلاف السنوات أقدم جهاز أمني، وشهدت بناء أعرق مؤسسة شرطة في العالم في عهد الأسرة الأولى على وجه التقريب. وتلفت الكاتبة إلى ان العنف والتعذيب كان منهجاً عادياً وعقاباً مستساغًا ومشروعًا لكل من يراه الحاكم مستحقًا له. وكان ذلك سمة مشتركة بين العصور القديمة من تاريخ البشرية، وفي أوروبا كان التعذيب وسيلة من وسائل العقاب التي ظلت مستخدمة حتى القرن الثامن عشر تقريبًا، وفي الدولة الإسلامية كان العنف والتعذيب على أشدهما رغم التحريم. يشير الكتاب إلى أن فترة حكم السادات "شهدت تراجعًا واضحًا في العنف الموجه للخصوم السياسيين، حتى كادت أحداث التعذيب أن تنحصر في عدد محدود من الوقائع المشهورة. وفي الفصل الثاني تستعرض المؤلفة بدايات العنف المنهجي في الثمانينيات والتسعينيات والتطورات التي لحقت به، واتساع الدائرة التي أخذ يطال أفرادها، كما يلقي الكتاب عبر الفصول الأخرى الضوء على صورة الشرطي التي تكونت في وعي المواطن وعلى مدار سنوات من القمع المتواصل، ثم يتعرض للعوامل والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن في ظلها فهم التطور في العلاقة بين الشرطة كونها أداة تنفيذية للدولة والمواطن.