الجزائر: صدرت مؤخراً الترجمة العربية لكتاب "العلاقات الأمريكيةالجزائرية 1954 - 1980" عن المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، لعبد الكريم بلخيري، وترجمها سمير حشاني. وبحسب صحيفة "الخبر" الجزائرية قام بلخيري في كتابه بتفنيد الاعتقاد السائد بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعاطفت مع الثورة الجزائرية منذ قيامها، متناولاً تطور الموقف الأمريكي تجاه الجزائر، ضمن ما أسماه التوازن بين المصلحة والمبدأ. ومن خلال مؤلفه أشار الكاتب إلى أن الجزائر خلال فترة حكم الرئيس أحمد بن بلة كانت مصدر قلق بالنسبة للأمريكيين، وذلك بسبب مساندتها لحركات التحرر في العالم، موضحاً أن أمريكا رحبت بانقلاب هواري بومدين في البداية، لكنها سرعان ما أدركت العكس، إذ كان قادة الحركة التحررية الزنجية بلاك بونترز، يجدون ملاذا لهم في الجزائر. وإستناداً إلى عدد من البحوث الحديثة كشف بلخيري أن واشنطن لم تكن متحمسة لنضال الوطنيين الجزائريين ضد الاستعمار، واعتبرت أن الثورة الجزائرية لدى قيامها تشكل عقبة لإستراتيجية الحلف الأطلسي، ولكن بدأت بوادر التغيير تظهر وفقاً للمؤلف بعد تدويل القضية الجزائرية سنة 1955، وبالموازاة مع هذا التراجع، برز دور السيناتور الديمقراطي جون كينيدي الذي تحدث سنة 1957، عن شرعية تقرير مصير الشعب الجزائري. وبحسب الجريدة الجزائرية، عقب الإستقلال قررت الإدارة الأمريكية تقديم إعانات للجزائر، بغرض وضع حد للنشاط السوفييتي. ويوضح المؤلف أيضاً أن الرئيس بن بلة، استمر في سياسته الخارجية القائمة على مساندة الحركات التحررية في العالم، فكان بمثابة مصدر قلق بالنسبة لواشنطن التي رحبت بانقلاب هواري بومدين في يونيو/ حزيران 1965، بهدف وضع حد المغامرة الجزائرية، لكن بومدين لم يتراجع عن الخيارات الإيديولوجية للجزائر، فيما يخص السياسة الدولية، لكنه احتفظ بمبدأ التعاون الاقتصادي.