بيروت : صدر مؤخرا كتاب "حصون التخلف" للكاتب إبراهيم البليهي عن دار " طوى" للنشر والإعلام ومنشورات الجمل بغداد بيروت 2010. وكتب أنور محمد في جريدة "البيان" الإماراتية، أن البليهي يحكي في بداية حوارات كتابه، عن تأثره بسيِّد قطب الذي وضع عنه كتاباً كان أوَّل مؤلفاته، أنه أعد كتابا عنه وهو في فورة الشباب، فهو بحث جامعي، وكان آنذاك على تخوم المراهقة فشدَّه سيِّد قطب بثورته العارمة وثقته الصارمة وأسلوبه الأخَّاذ، واقتناعه القوي. لكنه بعد التعمُّق اكتشف خطأ تشخيصه للداء وعدم ملاءمة الدواء الذي يصفه. وإن القصور فينا وليس في ديننا، وأفكار التشدُّد والانغلاق ومحاربة الأفكار الجديدة ليست شيئاً طارئاً على ثقافتنا، بل إنها الطابع الذي ميَّز هذه الثقافة خلال قرون. ويرى المؤلف أن زعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في العالم العربي وجدت لها قبولاً جارفاً، وكانت له مكانة دولية وكان قادراً على أن يستثمر هذا القبول وهذه المكانة بإحداث تغييرات جذرية في الثقافة العربية تؤسس لمرحلة جديدة في حياة العرب، غير أن الانجراف إلى الاستبداد أضاع عليه هذا الدور القيادي التاريخي العظيم، كما أضاع على العرب تلك الفرصة التي لن تتكرَّر. وفي إجابة له عن العلاقة العضوية بين ما يسميه "بيئة التخلف" والدعوة إلى "تأسيس علم الجهل"يقول البليهي بحسب "البيان" : "لقد دعوت إلى تأسيس علم الجهل قبل صدور كتابي (بنية التخلف) بسنوات، فتحليل هذه البنية لا يمكن أن يتحقَّق إلا بواسطة "علم الجهل" الذي أدعو إلى تأسيسه، لأنَّ الجهل المركَّب، أعني جهل الإنسان لجهله واغتباطه بهذا الجهل اعتقاداً منه بأنَّه الحق والصواب، هو أقوى استحكامات بنية التخلف، فغبطة المجتمعات المتخلفة بثقافاتها وتوهمها الكمال لذاتها واقتناعها بأوهام الاكتفاء قد حالت بينها وبين أي تقدم. ويشير الباحث إلى انه ومهما بلغت تضحيات المثقفين، فلن يتاح لهم أن يصلوا إلى عقول الناس وقلوبهم ما لم يتوفَّر المناخ الثقافي الذي يسمح بتداول الأفكار .