دمشق: صدر عن دار الحصاد - دمشق 2010 الترجمة العربية لكتاب "مذكرات سمسار أراض صهيوني" تأليف يوسيف نحماني، جمعه وحرره يوسيف فايتس، وترجمه للعربية د. إلياس شوفاني المؤرخ المتخصص بالبحث في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، ويقع الكتاب في 366 صفحة من القطع الكبير. نحماني صاحب هذه المذكرات عمل مع الصندوق القومي اليهودي "هكيرن هكيمت ليسرائيل" منذ العام 1935 وحتى موته 1965، بصفة مدير مكتبه في الشمال، الذي أقيم في مدينة طبرية. وبحسب مصطفى الوالي بصحيفة "البيان" فإن الكتاب الجديد يتألف من أربعة أجزاء، يأتي الجزء الأول منه على شكل مراث كتبها أصدقاء يوسيف نحماتي - سمسار الأراضي اليهودي - بمناسبة ذكراه؛ والثاني يضم رسائله إلى مختلف الأشخاص الذين كانت له علاقة بهم، أما الجزء الثالث فهو اليوميات خلال الفترة ما بين 1935 - 1949، بينما يضم الجزء الرابع وهو الأصغر ما يتوفر من مدونات. حاول المترجم من خلال المقدمة التعريف بدور نحماني كسمسار أراض خدم كثيرا المشروع الصهيوني منذ الثلاثينيات في القرن الماضي، كاشفاً أساليب نحماني وأمثاله في الوصول إلى غاياتهم، ويثبت المترجم أن كل عمليات شراء الأراضي لم توفر إلا 6% من مساحة الأرض التي قامت عليها دولة إسرائيل سنة 1948. بدأ نحماني نشاطه الفعلي، كما توضح المذكرات مع خروجه إلى الجليل عام 1911، وانضم إلى منظمة "الحارس" (هشومير). لكن مركز تحركاته لشراء الأراضي كان في منطقة طبريا. وتشير المذكرات في القسم المخصص للرسائل إلى العلاقات الوطيدة التي جمعت نحماني مع قادة الحركة الصهيونية، ومنهم يتسحاق بن تسفي، ثاني رئيس لدولة إسرائيل 1952، والعدد الأكبر من الرسائل، كان موجها إلى صديقه يوسيف فايتس، وهي تتعلق أساسا بالعمل الموكل إليهما من المنظمات الصهيونية. ومن خلال الكتاب يتضح أن العلاقة بين كل من نحماني وديفيد بن جوريون لم تكن حميمة، حيث لم يكن بن جوريون متحمسا لمخططات هيكرن هكيميت، لشراء الأراضي، بل كان يرى أنه يجب احتلال الأرض بالقوة العسكرية، ولم يكن يريد تبذير الأموال الصهيونية على الاستملاك بأسلوب نحماني. وبحسب "البيان" يؤكد المؤلف أنه رغم استبعاد الزعيم الأبرز ل "هكيرن هكيميت" مناحيم أوسشكين، هذا الخيار لعدم توفر القوة العسكرية اللازمة لتنفيذ هكذا سياسة لاستملاك الأراضي، وركز اهتمامه على الشراء، خاصة في مرج ابن عامر، فإن بن جوريون حقق مبتغاه بأسلوبه الخاص، فأخذ يطور المنظمات العسكرية الصهيونية التي قامت بحسم أمر استملاك الأرض باحتلالها بالقوة. ولا يستطيع نحماني إخفاء تصدي الفلاحين لشراء الأراضي من قبل اليهود، لكنه يرجعها إلى أعمال تحريض لفئة من القوميين العرب، الذين يشكك في مصداقيتهم، كذلك تعرض نحماني بالسباب إلى المحامي الفلسطيني حنا نقارة، الذي كان يكرس معظم وقته وإمكانياته للدفاع عن قضايا الفلاحين الفلسطينيين.