إسطنبول: صدر مؤخراً عن منشورات آفيستا، إسطنبول للروائي الكردي صلاح الدين بولوت رواية بعنوان "العاجز" والتي تندرج تحت مسمى ما يعرف بأدب السجون، وهي الرواية التي قدمت المؤلف بقوة للمشهد الروائي والقصصي الكردي، وتم ترجمتها عقب صدورها إلى اللغة التركية، ومن المقرر أن تصدر ترجمتها العربية قريباً عن هيئة التراث والثقافة في أبوظبي ضمن مشروع "كلمة". ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط" تأتي هذه الرواية لتشير لأهداف معينة وهي ملاحقة أثر السجن، وإدانة القمع، والتطلع إلى الحرية، وهي رواية قصيرة تضاف إلى ما أنجز حول أدب السجون، الذي قدم أمثلة بارزة عن مظاهر العنف السلطوي ضد الرغبة الإنسانية في الانعتاق مما هو مفروض على بعض المجموعات العرقية والاجتماعية والسياسية. وخلال الرواية يتضح - بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" - ضعف بطلها وعجزه، جراء التعذيب الرهيب الذي تعرض له في المعتقل، وأثر ذلك كله على دوره، وقد أفضى به المآل إلى العزلة والضياع وفقدان الذاكرة، وكذلك على المحيط العام أيضا؛ حيث التهميش، وفقدان الحب، والهجرة، ويندرج ذلك كله تحت الثمن الذي تدفعه البلدان جراء إقصاء الآخر، والتنكر لحرياته، وعدم الاعتراف بحقوق الإنسان الأساسية. ويقول المؤلف في إحدى فقرات الرواية "أدار زيهات ظهره للمرأة، لبس ثيابه وخرج، توقف دماغه، لم يكن يعرف ماذا سيفعل، وأين سيذهب. لم تكن لديه الرغبة لا في الموت ولا في الحياة، دخل زقاقا، ومنه إلى زقاق آخر وهكذا فقد ذاكرته. وضاع...". يذكر أن صلاح الدين بولوت ولد سنة 1954 في قرية ديريك بمدينة ماردين التاريخية، درس التربية في جامعة ماردين، وعمل في مجال التعليم لسنتين، اعتقل بسبب نشاطه السياسي سنة 1981، بعد الانقلاب العسكري في تركيا سنة 1980، لمدة ثماني سنوات قضاها في سجن ديار بكر العسكري، وبعد إطلاق سراحه سنة 1989 دأب على نشر أعماله الأدبية التي لفتت الأنظار إليها لجرأتها في نبش الواقع الكردي في تركيا، من أهم أعماله "الجنة الخرساء" مجموعة قصصية 2006.