صدر مؤخراً كتاب "جيوسياسة أوروبا" عن دار نشر سيديس باريس 2009، ومن تأليف الأستاذين الجامعيين الفرنسيين جيرار فرانسوا دومون وبيير وفولويز، وتكمن أهمية هذا الكتاب في أنه يجيب عن الأسئلة المتعلقة بتحديد القارة الأوروبية جغرافياً من أين تبدأ وأين تنتهي؟. ووفقاً لصحيفة "البيان" الإماراتية فإن المجال الجغرافي الذي يتم التعرض له بالبحث، يغطي مساحة شاسعة تمتد من المحيط الأطلسي حتى روسيا الشاسعة. ويتم التأكيد منذ البداية أن الاتحاد الأوروبي بدوله ال27 يشكّل أحد أبرز القوى الأوروبية، ذلك إلى جانب مجموعة من الدول والمؤسسات التي تعمل على أساس "الدينامية" الأوروبية. وبمواجهة واقع عدم التحديد الدقيق للقارّة الأوروبية بالقياس إلى إفريقيا أو أمريكا، يبدأ المؤلفان بالحديث عن الهويات الأوروبية، والتي ليس أقلّها بروزاً الهوية التاريخية والهوية الجغرافية. ويتم التأكيد أن هناك خصوصيات للهوية الأوروبية لا يمكن فهمها إلا إذا تم أخذ البعد التاريخي في الإعتبار، مع تأكيد أهمية مقاربة للهوية الأوروبية بين بلدان أوروبا ومناطقها، والتأكيد على دراسة العامل السكاني "الديموغرافي" في رسم الجغرافيا الأوروبية. هكذا تتم الإشارة إلى أن ازدهار روما ثم انحطاطها لا يمكن فهمهما دون أخذ التطورات الديموغرافية بالحسبان. ووفق عرض "البيان" تبدو أهمية العامل السكاني بوضوح من خلال المقارنة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، إذ يتم التأكيد أنه ما كان لهذه البلاد أن تصبح ما أصبحت عليه في الوقت الحاضر كقوّة عظمى أولى في العالم، لو أنها اكتفت بالخمسة ملايين نسمة الذين كانوا يقطنونها في عام 1800. وهناك أهمية الوزن السكاني للصين وللهند، أو ما يطلق عليه المؤلفان تسمية "الديموغرافيا السياسية".