ستوكهولم: كتاب جديد صدر للكاتبة الصحفية السويدية ميا غروندال بعنوان "غرافيتي غزة _ رسالة عن الحب والسياسة" ويأتي هذا الكتاب بعد كتابها الأول "حلم حول القدس" والذي حصدت عنه الكاتبة عدة جوائز أدبية، وعن الكتاب تقول غروندال أنه استغرق سبع سنوات حتى يتم إصداره، وأنها قامت بالتقاط صور لجدران غزة لتسجل من خلال كاميراتها ما رسم عليها من خطوط ولوحات فنية تعكس الوضع السياسي والاجتماعي في قطاع غزة منذ الانتفاضة الأولى في أواخر عام 1987. ووفقاً لصحيفة "القدس العربي" تقول غروندال أن من يدخل قطاع غزة يجد أن اللون الرمادي الشاحب هو السائد، ثم ما تلبث أن تبدأ الألوان التي تتزين بها البيوت والمؤسسات لتشيع البهجة في روح المشاهد، وترى أن الشعب الفلسطيني خلاق ويستفيد من أية إمكانية لديه للتواصل فيما بين أفراده قادة وشعبا، وهو الأمر الذي دفعها للتفكير في توثيق الغرافيتي الفلسطيني في غزة بين دفتي كتاب، وفي معرض فني للصور يحمل نفس الاسم في المتحف الإتنوغرافي في العاصمة السويدية ستوكهولم منذ نهاية شهر نوفمبر2009. وتؤكد غروندال أن التنظيمات الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة فتح وحركة حماس، تمتلك فنانيها المتخصصين بهذا الفن، والذين يصقلوا موهبتهم بالدورات التدريبية ليتمكنوا من إعطاء منتجاتهم تأثيرا نفسيا يتماشى مع الحدث الذي تمثله الخطوط والرسومات الفنية، والتي تستخدم فيها الخطوط ذات الأصول العربية ومنها الخط الكوفي، والثلث، والنقش والديواني والرقعي والفارسي. وتتناول الخطوط والرسومات وفقاً لغروندال مواضيع أساسية تتناول حياة الناس السياسية والاجتماعية. فمن الناحية السياسية كانت هناك مراحل لحركة الغرافيتي هذه مثل مرحلة الاحتلال الإسرائيلي والانتفاضة فكثيرا ما كان المحتل يجبر أبناء القطاع على محو ما هو مرسوم أو مكتوب، وبعد ذهاب الجنود يعود الرسامون والخطاطون للرسم والكتابة من جديد، ثم تغير الحال بمجيء عرفات ورجال منظمة التحرير الفلسطينية حيث تم تبييض الجدران، ثم عادت وامتلأت بسرعة كبيرة برسومات وكتابات الفرح التي عمت على أهل المنطقة مستبشرة بالسلام. وترى غروندال بأنه لم تغب أهمية هذا النوع من الإعلام رغم ظهور أدوات إعلام فلسطينية جديدة على الساحة، مثل الصحف والإذاعة والتلفاز، ثم جاءت انتفاضة الأقصى لتعود بالشعارات السياسية بادئة بالفصل بين ما هو مقاومة وبين ما هو مفاوضات طويلة الأمد، كما بدأ الفرز في الجدران ومنها ما كان مخصصا لفتح والآخر لحماس. ثم تأتي مرحلة أخرى بعد عام 2007 وتبلور الفرز الفلسطيني سياسيا بسيطرة حماس على قطاع غزة، وتضاءلت جدران فتح وخفت حدة شعاراتها، في وقت ازدادت فيه شعارات وخطوط حماس ولم تعد الشعارات تتناول العدو فقط وإنما لنبذ الصراعات الفلسطينية الداخلية والدعوة للوحدة الوطنية. وقد ضم الكتاب الجديد لغروندال ما يزيد عن مئة صورة التقطتها بكاميراتها خلال حوالي 10 سنوات في قطاع غزة، وتعلق على الغرافيتي عند الفلسطينيين يؤدي دورا سياسيا فاعلا على خلاف الشخبطة التي نراها على جدران المباني السويدية. كما علقت على ما شاهدته في العام الأخير 2009، بأن الجدران تعود تدريجيا للون الرمادي الشاحب وذلك بسبب الحصار الجائر الذي يمنع دخول حتى الألوان والدهان إلى قطاع غزة، ثم تنهي كتابها داعية للوحدة الوطنية، بصورة كاريكاتورية لحنظلة، يرافقها تعليق يقول: يا حنظلة: هل أنت فتح؟ أم حماس؟ أم شعبية؟ أم جهاد؟ أم...؟. فيجيب حنظلة: كم أنك غبي! فأنا فلسطيني.