صدر مؤخرا كتاب جديد للروائيّة الهنديّة أرونداتي روي، وفيه توجه سهامها إلى صورة الهند الذاتية وسمعتها، باعتبار أن بلدها أكبر وأنشط ديمقراطية في العالم، مؤكدة أن الديمقراطية الهندية ليست غير فاعلة وحسب، بل هي "مستنزفة" و"فارغة وخالية من المعاني". ووفقا لصحيفة "الجريدة" الكويتية ، قالت روي في مقابلة أجريت معها حديثاً حول كتابها وهو عبارة عن مجموعة من المقالات: "تهدف كتاباتي السياسية إلى احتواء الغضب كله مما يحصل والتعبير عنه"، فغاية الكتاب في رأيها "نزع القناع الذي تختبئ وراءه الهند". وتتهم روي حكومة نيو دلهي بالتضحية برفاه الشعب لمصلحة المؤسسات الكبرى، ذلك من خلال تهجير الناس من منازلهم لإفساح المجال أمام بناء المصانع وإذلال مؤيدي المظاهرات السلمية. تضيف روي في المقابلة: "هل نكف عن الادعاء أننا نظام ديمقراطي ونقبل علانية بعدم احترام حقوق الانسان؟ ثمة تناقض بين المبادئ الديمقراطية وتهجير ملايين الناس بالقوة من أجل الشركات الجشعة ومجموعات التعدين". يقول النقاد، ومن بينهم أشخاص أثنوا على روايتها، إن جدالاتها ألغت احتمال فتح حوار.يوضح بارون ميترا، مدير معهد Liberty Institute، مجموعة بحث مقرها في نيو دلهي تدعم السوق الحرة: "من المثير للسخرية أنها مع اتقانها للغة الذي لا شك فيه، تخلت بشكل كبير عن محاولة اقناع مَن يملكون وجهة نظر مختلفة والتحاور معهم. فعوضاً عن أن تؤثر في عقولهم، بدأت تنتقدهم. لا شك في أنها مخطئة تماماً بشأن الديمقراطية الهندية. فهذه هي المعجزة الوحيدة التي نستطيع أن نفتخر بها حقيقة". أدت مقالات روي إلى موجة من الرسائل الإلكترونية المليئة بالكراهية. واتهمت بأنها "معادية للهندوس" و"غير وطنية" تشوه صورة الهند "بقلمها السام". وخلال الاعتداءات الارهابية المميتة التي حصلت في مومباي العام الماضي، وصفتها قناة تلفزيونية هندية بأنها "مقيتة"، مستذكرة حملات شككت فيها بنزاهة سياسة مكافحة الإرهاب التي تعتمدها الهند. لكن عدداً كبيراً من الناس يقولون لها إن آلاف الهنود الذين لا يُسمع صوتهم يعتمدون عليها.