انطلقت في نيو دلهي، العاصمة الهندية، أول جولة محادثات مباشرة بين الهند وباكستان منذ الهجمات المسلحة التي تعرضت لها مدينة مومباي الهندية أواخر عام 2008، والتي اتهمت الهند مسلحين قادمين من باكستان بتنفيذها. والتقى وزير الخارجية الباكستاني سلمان بشير وزيرة الخارجية الهندية نيروباما راو، لمدة ثلاث ساعات نصفها على انفراد قبل انضمام وفود البلدين، في قصر قديم بقلب العاصمة الهندية.
إلا أن ذلك لم يمنع الطرفين من تبادل الاتهامات عشية استئناف الاتصالات بينهما حول إقليم كشمير المتنازع عليه، إذ قال حرس الحدود الهنود في كشمير إنهم تعرضوا لإطلاق نار من الجانب الباكستاني من الخط الفاصل بين البلدين في الإقليم، الادعاء الذي نفته باكستان.
وتزامن تبادل الاتهامات هذا مع وصول وزير الخارجية الباكستاني إلى دلهي لإطلاق أول اتصالات مباشرة بين الجارين النوويين منذ أكثر من 14 شهرًا.
ويزعم الهنود أن قواتهم في منطقة سامبا الواقعة جنوبي الجزء المحتل من قبل الهند من كشمير قد تعرضت الأربعاء (24-2)، إلى إطلاق نار من الجانب الباكستاني.
إلا أن ناطقا باسم القوات الباكستانية نفى ذلك قائلا "لم تطلق قواتنا النار البتة. ربما وقعت مشكلة في الجانب الهندي".
يذكر أن الاحتلال الهندي لكشمير لعب دورًا مركزيًا في إذكاء عقود من العداوة بين البلدين الجارين، وكان سببًا لحربين من الحروب الثلاثة التي خاضاها ضد بعضهما البعض منذ نيلهما استقلالهما من الاستعمار البريطاني عام 1947.
وقد عبر وزير الخارجية الباكستاني سلمان بشير عن تفاؤله، إذ قال لدى وصوله إلى العاصمة الهندية: "أنا سعيد بالعودة إلى دلهي. لقد جئت لردم هوة الخلافات بيننا وأنا متفائل بنتيجة إيجابية".
ويرأس الوزير الباكستاني، الذي التقى فور وصوله إلى الهند بعدد من زعماء التمرد في كشمير، وفدًا من خمسة أعضاء. ويقول المراسلون "إن هذا اللقاء قد يمهد الطريق لاستئناف عملية السلام بين البلدين بشكل رسمي، وهي العملية التي جمدت إثر هجمات مومباي التي راح ضحيتها 174 شخصًا بمن فيهم تسعة من المهاجمين".. إلا أن ثمة خلافات بين الطرفين حول النقاط التي يجب أن تدرج على جدول أعمال المحادثات.
فبينما يريد الباكستانيون مناقشة عدد من القضايا بما فيها مشكلة كشمير، يصر الهنود على أن هذه الجولة لا تتعدى كونها "محادثات حول محادثات" ويجب أن تتركز على موضوع واحد فقط هو "الإرهاب". في إشارة إلى المقاومة الكشميرية.