تختم مجلة "العربي" مشوارها السنوي بفهرس أسماء المبدعين الذين أسهموا بها كتابا ومفكرين وباحثين ومترجمين وفنانين ومصورين، شاركوا في 12 عددا على مدار عام 2009. ويستهل د. سليمان العسكري رئيس التحرير مواد العدد الجديد بحديث الشهر عن العربفونية في عصر العولمة متوقفا عند إحدى ظواهر العولمة في حياتنا اليومية، ونراها في بعض الشباب الذين يحرصون على تطعيم حواراتهم وأحاديثهم بكلمات من لغات أجنبية، خصوصا الإنجليزية والفرنسية، شارحا معنى الهيمنة باللغة وشواهدها التاريخية. تتوقف ثناء عطوي في استطلاعها المصور عند الأجيال الفلسطينية في مخيمات لبنان والتي وصفتها بأنها "جيتوات" معزولة وبيئة غارقة في الفقر والإحباط، بينما يتحدث محمد الظاهر عن أطفال المخيمات الفلسطينية في الأردن الذين يتمردون على مآسيهم بإرادة الإبداع. ووفق "ميدل ايست" يكتب شوقي بزيع عن الشاعر محمود درويش في ضوء غيابه الجسدي متوقفا عند صورة الفنان في شبابه والأسطورة التي لن تشيخ أبدا. ويتوقف مصطفى عبدالله في مفكرة العربي الثقافية عند ندوة الاحتفالية الدولية بمئوية نجيب محفوظ التي عقدتها مؤخرا مكتبة الإسكندرية، وتختار سعدية مفرح شاعر الشجن القتيل صلاح عبدالصبور ليكون شاعر العدد، فهو "شاعر قتيل على منصة مسورة بشجن مرير وحزن قاس ووجع حاد وشعر محتشد بالتفاصيل اليومية لإنسان القرن العشرين، وموت متصل بالحياة عبر بوابة الظنون المستبدة بمسرح الناس". ويحاور إبراهيم فرغلي الروائي والشاعر البوسني نجاد إبريشيموفيتش الذي يرى أن الفنان الحقيقي تناديه ربة الفنون لصناعة المعجزات. ويختار الشاعر فاروق شوشة في بابه "جمال العربية" الشاعر عزيز أباظة الذي لم ينصفه عصره، فهو صاحب الإنجاز المسرحي الشعري الباذخ والمجموعات الرصينة من الشعر الغنائي، معترفا أن "أصحاب النقد الجديد رأوا في الاقتراب من أباظة مصانعة للأرستقراطية، ولم يشغل به أصحاب النقد الأيديولوجي رفضا منه لطبقته الاجتماعية، ولم يقرأ له البنيويون صفحة واحدة من مسرحياته الشعرية أو دواوينه، فسقط المابين، لكن زمنا قادما سوف ينصفه".