صدر مؤخرا عن دار هنري هولت بلندن رواية "قصر الذئب" للكاتبة هيلاري مانتل، والتي فازت مؤخراً بجائزة بوكر. ووفقا لصحيفة "البيان" الإماراتية نطل في الرواية على انجلترا في عشرينيات القرن السادس عشر، لنجدها قاب قوسين أو أدنى من كارثة، فلو أن الملك هنري الثامن مات من دون أن يعقب وريثاً ذكراً للعرش، لتعرضت البلاد للدمار في غمار حرب أهلية دامية. هكذا لم يكن من العجيب أن هنري الثامن كان مشغولاً بتحقيق رغبته الجارفة في إبطال زواجه الذي دام عقدين من الزمن من كاترين والزواج من آن بولين، وهي الرغبة التي كان يعارضها بابا روما ومعظم ملوك أوروبا وأمرائها. وعلى امتداد الرواية نتابع الدمار الذي يتعرض له الكاردينال ولسي، المستشار المتألق للملك هنري الذي يسقط إزاء فشله في تحقيق رغبة الملك، ومن ثم يترك فراغاً ملموساً في السلطة. ثم يأتي دور توماس كرومويل، رجل الدولة المثالي ونهاز الفرص في آن، الذي يجمع بين الجاذبية الشديدة والنزوع إلى التنمر، ويملك قدرة فريدة على قراءة الناس، ويحظى بطاقة لا نهاية لها على العمل والإنجاز. كرومويل، في الرواية هو محارب مرتزق في فرنسا، وعمل مع رجال المصارف في فلورنسا، وأمضى بعض الوقت في العمل بتجارة الملابس، وأمضى سنوات عدة في العمل محامياً. ونتابع وفق "البيان" : يحيط كرومويل نفسه بغموض مكثف، وهو أمر لا يعترض عليه ولسي، بحيث اننا في النهاية نجد أن هنري الثامن يعتقد أن كرومويل نشأ في أحد الأديرة، الأمر الذي يجعله ملائماً في إنجاز عمل الكاردينال القائم على إغلاق الدور الدينية لبناء المدارس والجامعات. وتقدم لنا المؤلفة "كاثرين" الزوجة التي يسعى هنري الثامن للتخلص منها، فنقرأ عنها أنها: "عرضها كطولها، مشبوكة في أردية تتألق بشدة بالجواهر، بحيث تبدو كما لو كانت قد صممت للصمود في وجه ضربات سيف أكثر مما صممت للأناقة.. وهي تحت ثيابها ترتدي ثوب راهبة من الراهبات الفرنسكانيات". عندئذ يتذكر كرومويل الدرس الذي علمه إياه ولسي: أن يحاول دائماً اكتشاف ما يرتديه الناس تحت ثيابهم. وفي مرحلة سابقة من حياة كرومويل كان يمكن لما اكتشفه بخصوص كاثرين أن يدهشه، فقد كان يعتقد أن الناس تحت ثيابهم يكسوهم جلدهم. وقصر الذئب هو المقر الريفي لآل سيمور.. وجين سيمور في الرواية ليست إلا وصيفة آن بولين، ولكنها سرعان ما ستحل مكانها.