صدر عن دار "فورث إستيت" اللندنية مؤخرا كتاب يحمل عنوان "خارطة العالم الخفي" للكاتب الماليزي " تاتش أو " والتي تقع احداثها في أندونيسيا وجزر المالايو في منتصف الستينات ؛ حيثما كان الرئيس الاندونيسي أحمد سوكارنو يتأهب للصدام مع المالايو حديثة الاستقلال، من دون أن يخطر بباله أن أيام بقائه في السلطة في بلاده قد غدت معدودة. وبحسب صحيفة "البيان" الإمارتية ، فقد صدر للروائي الماليزي سابقة أخرى شهيرة أسماها "طريق الحرير " صدرت في عام 2005 وفازت بجائزة كوسا من المالايو . يقول المؤلف أن روايته تدور حول الاغتراب والذاكرة ، ويحلل ذلك بأن جنوب شرق آسيا كان مستقلا خلال الخمسين عاما الأخيرة ، معتبرا أن استرداد الماضي هو الأكثر الأهمية لهم مما هو بالنسبة لأوروبا الغربية . بطل الرواية هو " آدمو " فتي يتابع إلقاء القبض على كارل ، أبيه بالتبني والفنان المنتمي إلى أصول هولندية إندونيسية والذي كرس حياته للبلد الجديد الذي نال استقلاله. في صيف عام 1964 تغلي اندونيسيا بالتوتر، حيث يواجه الجيش الشيوعيين، وتعلو مشاعر كره الأجانب على وقع خطب السياسيين النارية، وترتفع الشعارات بضرورة ترحيل من بقي من الهولنديين، وتبدو في الأفق ملامح صدام وشيك مع المالايو. هكذا تمضي الرواية قدماً مع بحث آدم عن كارل، فيما الحرب الأهلية تطل في الأفق. كما ان البطل له أخ أكبر منه يدعى جوهان، تبنته عائلة ثرية من كوالالامبور، وهو يعاني من مشاعر مدمرة، ناجمة عن انفصاله عن أخيه. يسعى آدم وراء باحثة أميركية متخصصة في علم الإنسان هي مارجريت باس، التي كان كارل قد شغفها حباً في الثلاثينات في بالي، وهي الآن أستاذة جامعية في جاكارتا، وتطارد حبيبها المفقود مستعينة بجهود بيل شنايدر الموظف بالسفارة الأميركية وصحافي استرالي. تزداد رحلة البحث تعقيداً مع تفاقم الأزمة السياسية، ويصادف فريق البحث جموع الدهماء، الذين يرفعون عقيرتهم لتشق هتافاتهم المناهضة للأجانب عنان السماء، ويصل هذا التعقيد إلى ذروته مع اختمار جهود الشيوعيين في الجامعة، والتي تتوج بقيام أحد الطلاب، ويدعى دين، بالترتيب لمؤامرة تتضمن إلقاء قنبلة على الرئيس الأندونيسي، فيما يسعى بيل لتجنيد مارجريت للانخراط في أنشطته الدبلوماسية، التي تعد مارجريت من أجلها للقاء بين الرئيس سوكارنو والدبلوماسي الأميركي.