صدر كتاب "زعماء الإصلاح فى العصر الحديث" للكاتب والمفكر الكبير أحمد أمين عن مكتبة الأسرة والذي نشرت طبعته الأولي في عام 1965، ويتناول بين دفتيه مسيرة عشر شخصيات حملت مشعل الإصلاح في بلاد الإسلام. وتوقف الكتاب عند سير عشر شخصيات عدها رائد الفكر العربى فى النصف الأول من القرن العشرين، وصاحب فكرة إنشاء الجامعة الشعبية التى تحولت فيما بعد على هيئة قصور الثقافة من أبرز المصلحين في ديار الاسلام. وجمع الكتاب الصادر عن سلسلة الفكر شخصيات اتفقت في الدافع واختلفت فى الفكر والتوجه، وهم محمد بن عبد الوهاب وجمال الدين الأفغانى وعبد الله نديم ومدحت باشا وأحمد خان وأمير على وخير الدين باشا التونسى وعلى باشا مبارك وعبد الرحمن الكواكبى ومحمد عبده. وأكد أمين أن تلك الشخصيات دعت إلى الإصلاح فى بلادها وفقا للبيئة والثقافة التي يعيشون فيها وتحملوا في سبيل ذلك الكثير حتي قتل منهم من قتل وأتهم بعضهم بالخيانة والإلحاد ولكنهم ما خرجوا عن الغاية التي سعوا اليها. وأشار الكتاب الي تمسكهم بالإصلاح والمبدأ الذي عملوا علي تحقيقه دون أن يهتموا بالعذاب أو يخشوا من الموت، وهو ما خلد آراؤهم حتي بعد موتهم وتحقق إصلاحهم وتقدم الشرق على أيديهم. وأوضح أمين أن عبد الوهاب كان مصلحا دينيا اهتم بالعودة بالإسلام إلى الدين الصحيح، والتوحيد المطلق الخالص من كل شائبة مثل الإشراك بالله والحج إلى الأولياء، مشيرا إلى أن عبد الوهاب دعا إلى التوجه بالدعاء والعبادة إلى الله وحده لا إلى المشايخ والأضرحة ولا بوساطة توسل ولا شفاعة. وقضي مدحت باشا التركى حياته فى اسطنبول من أجل الإصلاح الاجتماعى، حيث رأى أن الدين ليس صلاة وصوما فقط، وإنما هو عمل الخير للشعوب وتفهم حقوقها وواجباتها وتدعيم القيم الراقية فيه كالحكم على أساس الشورى، ونشر العلم وتنظيم الحياة الاقتصادية. وأبرز أمين دعوة الإمام محمد عبده لإصلاح الأزهر والأمة والتعليم، مؤكدا أنه كان مصلحا اجتماعيا ودينيا وسياسيا وفيا لأمته حمل علي عاتقه همومها وتحمل في سبيل ذلك خصومة أصدقاءه قبل إتهامات أعداءه.