صدر مؤخرا عن عن مكتبة الشروق الدولية كتاب "طلعت حرب وتحدي الاستعمار دور بنك مصر في التصنيع1920 1941 " ترجمة هشام سليمان عبد الغفار، مراجعة د. ابراهيم فوزي. ترصد الدراسة دور بنك مصر منذ نشأته في ابريل عام 1920 وتطوره عبر السنوات, إذ لم يكن الهدف من انشاء هذا البنك مجرد هدف تجاري عادي شأن بقية البنوك, وإنما كان مؤسسوه يأملون قيامه بدور ممول للصناعة الوطنية المصرية وكمركز لمجموعة عملاقة من الشركات, كلها يحمل اسم مصر, حيث يصبح البنك بمثابة القوة المحركة لوجود قطاع صناعي حديث في الاقتصاد المصري. ووفقا لصحيفة "الاهرام" المصرية تعرض الدراسة لدور بنك مصر خلال فترة ما بين الحربين مقدمة تفاصيل المشروع الاقتصادي الناجح الذي اداره طلعت حرب باقتدار, حيث تم تأسيس مجموعة الشركات التي ضمت اكبر شركة لصناعة النسيج في الشرق الاوسط وشركة للنقل واخري لحلج القطن وثالثة للتأمين, هذا فضلا عن اول شركة طيران مصرية ومجموعة اخري من الشركات الاصغر حجما. وظل دور بنك مصر يتنامي ويتعاظم مع نجاح التجربة.. البداية كانت لا تزيد علي الثمانين ألف جنيه مصري عام1920, لتصل قيمة رأس مال مجموعة شركاته عند اندلاع الحرب العالمية الثانية الي خمسة ملايين جنيه, ولم يقتصر تأثير البنك علي مجموعة شركاته فقط وانما لعب دورا رئيسيا في تشكيل السياسة المالية للحكومة خلال عقدي العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين كما كان مؤثرا في مجال تنمية الاقتصاد المصري حيث امتدت انشطته خارج القطر المصري الي دول الوطن العربي. وتعرض الدراسة كذلك للمشاكل والأزمات والحروب التي واجهها طلعت حرب خلال تصديه لمشروعه، حيث واجه تحالفات قوية وقفت أمام طريقه، هناك كبار الملاك المصريين والجاليات الاجنبية المقيمة في مصر وهناك اصحاب التطلعات السياسية.. جبهات عديدة كان عليه مواجهتها وربما من هنا تحديدا اكتسبت تجربته قوة وصلابة واستطاعت ان تصنع لنفسها مكانة في قلب الاقتصاد المصري.