صدر مؤخرا سلسلة كتاب اليوم لمدير المركز القومي للترجمة الناقد المصري جابر عصفور بعضا من فصول سيرته الذاتية في كتاب بعنوان "زمن جميل مضى". وأوردت صحيفة "العرب" اللندنية أن الكتاب تضمن مجموعة من المقالات المتفرقة التي نشرها عصفور في صحيفة "البيان" الإماراتية قبل سنوات وفي مجلة دبي الثقافية ويذكر فيها كثير من تفاصيل سيرته الذاتية منذ سنوات نشأته الأولى في مدينة المحلة الكبرى. ويكشف عصفور عن رحلته مع القراءة في مكتبة "البلدية" بالمحلة الكبرى وعن سر "العم كامل" الذي قاده إلى عالم القراءة. ويعطي المؤلف مساحة كبيرة لصحبة أصدقاء قصر الثقافة في المحلة التي ضمت معه الشعراء أحمد الحوتي ومحمد صالح ومحمد فريد أبو سعدة ومن الروائيين سعيد الكفراوي ومحمد المخزنجي ومحمد المنسي قنديل وجار النبي الحلو ورمضان جميل والدكتور نصر حامد أبو زيد الذي شغل حياته بكتابة شعر العامية كما يشير الكتاب. ويجيب عصفور عن سؤال في شأن نفوره من الرياضيات وغرامه بالأدب وعن دور أساتذة سنوات دراسته الابتدائية في تنمية هذا الغرام الذي انتهى به دارسا للأدب العربي في جامعة القاهرة. كما يتحدث عن موقع أساتذته الكبار أمثال سهير القلماوي وطه حسين وشوقي ضيف وعبد العزيز الاهواني وأدوارهم في حياته كما يتطرق إلى مشاكساته معهم ويرى طرائف خصومته مع شوقي ضيف التي انتهت بانتصار ضيف الأستاذ على تلميذه المشاكس في غرفة الامتحان. ويفرد جابر عصفور فصلا كاملا للحديث عن ذكرياته مع طه حسين وقصة أول لقاء معه في فيلته "رامتان" وكيف طلب منه عميد الأدب العربي أن يقرأ عليه أبياتا من شعر أبي العلاء المعري وكيف انتهى اللقاء بنبوءة أطلقها العميد في حضور سهير القلماوي بأن تلميذها سيكون "له انجاز في النقد الأدبي". ويروي أيضا قصص لقائه الأول بصلاح عبد الصبور وفاروق خورشيد وعز الدين إسماعيل وعبد القادر القط وشكري عياد وبهاء طاهر وأمل دنقل مسترجعا بكثير من الأسى والحزن ما عاشه جيله من تحولات قاسية بعد هزيمة يونيو 1967. ويخصص عصفور الفصول الأخيرة من كتابه لتذكر زمن عبد الحليم حافظ الذي يصفه ب "زمن الحلم والرغبة في التوهج والخيال والأمل" أو زمن "حبيب الملايين" كما يصف الزعيم جمال عبد الناصر. ويكشف الكاتب في الصفحات الأخيرة من كتابه سر الخطاب الذي أرسله إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لكي يحقق له العدل الذي وعد به في خطبه وبفضل هذا الخطاب تمكن عصفور من الحصول على وظيفته كأستاذ في جامعة القاهرة بعد الظلم الذي لحق به وأدى إلى تجاوزه في حركة تعيينات المعيدين.