ناقش النشاط الدولي وسلسلة الجوائز عددا من الأعمال الهامة لكبار الكتاب فكانت البداية مع تابوكي الحاصل علي جائزة إسكانو، وچون ماري الحاصل علي جائزة ميديسيس اللذان كانا ضيفي النشاط الدولي الذي تشرف عليه د. حنان منيب. في البداية عرضت د. حنان منيب للجوائز الثلاثة التي يحتفل بها وهي جائزة "أدلف"، "ميديسيس"، و"سكانو" وبعد أن رحبت بالضيوف تركت الكلمة للسيد ميشال ريجل نائب رئيس جمعية أدلف مانحة الجائزة الأولي الذي تحدث عن الطابع العام للجائزة وللجمعية المانحة لها "الجمعية الوطنية لكتاب اللغة الفرنسية" وهدفها التعريف بالكتاب من الجانبين بالعربية والفرنسية وتقديم الأعمال الأدبية لخارج الفضاء الفرانكفوني إضافة إلي أنشطة ثقافية أخرى كثيرة تتعلق بالإبداع الأدبي. ثم تحدث خالد الخميسي عن الجائزة الثانية وهي "جائزة ميديسيس" ثم قدم الكاتب الحائز على هذه الجائزة وهو جون ماري بلاروبليس الروائي الفرنسي المعروف الذي بدأ حديثه قائلا: نشرت أول كتاب عام 1982 ورواية أخرى عام 1989 وأعلنت للناشر أنني مستعد أن أكتب لهذه الرواية التي أنجزتها في عشر سنوات وفي ألف صفحة وكنت محتاجًا لكل هذا الوقت وقد شجعوني وقالوا لي أنها طفرة في عالم الروايات وتركت العمل بالتدريس للتفرغ لها وكنت أكتب لمدة 8 ساعات يوميا لمدة عشر سنوات وكانت المخطوطة تزن واحد كيلو ونصف وقد اتهموني بالجنون وأن أخفض عدد الصفحات إلى 300 صفحة فقلت لهم مستحيل وتقدمت بهذه المخطوطة لدور نشر مشهورة وكلهم رفضوا فقررت الاستمرار بالكتابة دون النشر. بدأت صديقتي المولعة بكتابتي في إرسال مخطوطاتي للناشرين وبدأت أحصل على رسائل من 92 رافضًا لأعمالي وقررت استرداد مخطوطاتي من أحد الناشرين فرفض، ولكنه في النهاية قام بطباعتها.. هذه كانت المعجزة الأولى بعد أن استغرق عامًا كاملاً في قراءة المخطوط.. وكانت حجته التكلفة العالية في تجليده حيث طبعه في أكثر من مجلد. والمعجزة الثانية أن هذا الكتاب بدأ يحصل علي الجوائز ومنها جائزة ميديسيس عن روايته "حيث تشعر النمور بدفء الوطن". وفي إجابته على سؤال الخميسي هل تحمل روايته بعدا فلسفيا قال بلاروبليس: نعم نحن نصنع الفلسفة بأنفسنا وكل شخص منا له فلسفته الخاصة وكل ما أكتبه أدخل فيه الفلسفة وهي جزء فرعي لي في الأدب أنا أفكر بالأسلوب "الباروكي" من الناحية التاريخية أي "البرتغالي" والبرازيل هي الأمازون والغابات وضفاف البحار وهي تمزج الحكايات وتمزج بين العوالم المختلفة وروايتي بالفعل رواية أمازون أي رواية كالنهر هذا تعبير يعجبني. وفيما يتعلق بجذوره قال چون ماري أنه مولود في الجزائر ويعيش في فرنسا لكنه يشبه السمكة في النيل المصري.. لقد قرأت نجيب محفوظ وغيره من المصريين وزرت مصر مرة واحدة كسائح وهذه هي زيارتي الثانية عبر منظمي ومانحي الجائزة. كما تحدث الكاتب الإيطالي أنطونيو تابوكي الحاصل على جائزة سكانو بحضور السيدة باتريتسيا رايدچي المستشارة الثقافية للسفارة الإيطالية بمصر، والدكتورة ناهد عبد الله مترجمة "الرأس المفقودة" ل تابوكي والدكتور حسين محمود أستاذ الأدب والترجمة الإيطالية بجامعة حلوان. تحدثت السيدة باتريسيا رايدچي عن تابوكي ككاتب وإنسان وعن شخصياته التي رسمها في أعماله مثل شخصية الغجري والشخصيات الحاكمة والأغنياء وغيرهم من الشخصيات كالفقراء المعذبين. وأشارت إلى أن الشخصية الرئيسية في الكتاب الشاب مينسو رومانسي إلى حد ما. الرواية تمثل الصراع بين طبقة النبلاء وطبقة البسطاء وتمثل التركيب والتعقد بين الحاضر والمستقبل. تنطلق الرواية من قصة حقيقية حيث تقوم الشرطة بقتل شخص مثلي وتلقي بجثته في الشارع فهي قصة تكشف الحقيقة، والبطل في الرواية يتحول إلى رمز للدفاع عن حرية المعارضين السياسيين في الحصول علي المعلومات، إنه عالم البحث عن الحقيقة. والبحث عن الذات أيضًا. ثم تحدث حسين محمود عن جائزة شكانو التي نشأت بمبادرة من اسكانو الشاعر الإيطالي والأستاذ الجامعي الذي عين مديرًا لإدارة سياحية بإيطاليا وعمره 72 عامًا فقط وكان أصغر مديري الهيئات السياحية وكان يملك إرادة قوية للتغير فأسس هذه الجائزة وأراد بها تغيير مستوى ذلك المركز التجاري وكانت الجائزة في مجالي الصحافة والأدب وذاع صيتها بعد أن حصلت عليها سوزانا أنيلي عن قصتها "كنا نرتدي الملابس البحرية"، وقد شارك تابوكي في إثراء تراث هذه الجائزة التي أصبحت مصدر شهرة للكثيرين فصارت مناسبة سنوية يشارك فيها عديد من الكتاب وتخطت الحدود فأصبحت جائزة عالمية تنطلق من إيطاليا. د. ناهد عبد الله مترجمة كتاب تابوكي تحدثت عن خبرتها بأعماله حيث ترجمت "طائر الليل الهندي" قبل ذلك ثم ترجمت "رأس داماشينو" وهو من المساندين لحقوق الإنسان ويكتب ضد السلطات الحاكمة ويميل إلى السخرية وإلى النهايات المفتوحة. كما ناقش النشاط الدولي رواية "بصيرة" ل ساراماجو التي تحول سياسة القمع إلى سخرية لاذعة تفضح الديمقراطية التي تستهدف الفوز بأساليب ملتوية وتكاد تكون رواية "البصيرة" هي وجه العملة الآخر لروايته السابقة "العمى" التي يتخيل فيها أن مدينة مجهولة في بلد مجهول يصعقها وباء غريب هو فقدان بصر الجميع ما عدا امرأة واحدة ظلت الشاهد الوحيد علي هذه الكارثة. جوزيه ساراماجو كاتب برتغالي ولد عام 1922 في مدينة أريتاجا البرتغالية. عمل في مهن مختلفة كصانع أقفال وميكانيكي وصحفي ومترجم قبل أن يتفرغ للأدب تمامًا. أصدر روايته الأولى "أرض الخطيئة" عام 1947 ورغم الاحتفاء النقدي بها إلا أنه توقف عن الكتابة أكثر من عشرين عامًا أصدر بعدها نحو عشرين كتابًا جعلته واحدًا من أهم الكتاب في العالم. حصل على جائزة نادي القلم الدولي وجائزة كاموس البرتغالية قبل أن تتوج جوائزه بجائزة نوبل للآداب عام 1998. أيضا تم مناقشة رواية زادي سميث "عن الجمال" وهي رصد للعلاقات بين البشر في ظل عالم يسعي إلى العنف البغيض الذي انتشر فيه القتل والدمار في كل مكان وكيف أثر ذلك على الحياة الإنسانية في كل بقعة علي الكرة الأرضية فازدادت المشكلات الثقافية والإجتماعية المتصادمة والإثنيات المتضاربة للجماعات على اختلاف أجناسها وأديانها وأفكارها وأيديولوچياتها. وتعد الرواية احتفاء بالتأثير الحي للفنون والآداب والموسيقي والمسرح على أرواح البشر وتعاملاتهم ومشاعرهم. زادي سميث، روائية إنجليزية، تعتبر واحدة من أكثر الكتاب الإنجليز الشباب موهبة وشهرة، فازت روايتها "عن الجمال" بجائزة الأوانچ للرواية عام 2006 ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية. "اغتنم الفرصة" ل سول بيلو تدور أحداث هذه الرواية في مدينة نيويورك بشوارعها وميادينها مترامية الاتساع المكتظة بالخلق والسيارات تملؤها الوحشة والكآبة أما بطلها فيتردي في هاوية العجز، تُسدُّ في وجهه السبل، ويطوقه اليأس ويقع فريسة لجشع الآخرين وتصيبه سخريتهم ويتعرض للإساءة تلو الإساءة إنه يرى سقوطه فاغرًا فاه وتغرر به الآمال الكاذبة ويعجز عن مخاطبة الشر بلغته. والمؤلف سول بيلو، كاتب وناقد كندي ولد عام 1915 بمقاطعة كوبك بمونتريال كندا. التحق بالعمل في سلك البحرية التجارية إبان الحرب العالمية الثانية ونشرت أولى رواياته "رجل يتأرجح بين اليأس والرجاء" عام1944. نال عديد من الجوائز المحلية والعالمية منها: جائزة الكتاب القومي في الرواية، جائزة البوليتزر الجائزة الأدبية الدولية قبل أن تتوج جوائزه بجائزة نوبل في الآداب عام 1976 توفي عام 2005. وفي رواية "بريد بغداد" ل خوسيه ميجيل باراس نجد أنه بين ركام من الرسائل والنصوص والمقالات التي لم تنشر قط ويغطيها الغبار وقبل أربعة أشهر من انقلاب "بينوشيه" العسكري ضد حكومة الرئيس التشيلي المنتخب "سلادور الليندي" يجد مدير جريدة "السيجلو" في أحد أدراج مكتبه رزمة أوراق صفراء في مغلف مضى علي وجودها مهملة قرابة عشر سنوات وتحمل عنوان "بريد بغداد". يذكر أن خوسيه ميجيل باراس، كاتب تشيلي. ولد في العاصمة التشيلية سانتياجو 12 مارس 1928 كتب الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والمقالة. حصل على كثير من التكريم في بلاده وفي الخارج قبل أن ينال في عام 2006 أعلى جائزة أدبية في تشيلي وهي الجائزة الوطنية للآداب.