لندن: اعلنت القائمة النهائية لترشيحات جائزة "بوكر" للرواية الناطقة بالانجليزية، وفيها حضر عملان من تأليف روائيين هنديين هما اميتاف غوش وارفيند اديغا فيما استبعدت لجنة التحكيم رواية سلمان رشدي الهندي الاصل "ساحرة فلورنس". واختارت اللجنة التي يترأسها الوزير المحافظ السابق مايكل بورتيللو، ست كتب من بين 13 كتابا مرشحا هم: رواية سبيستيان باري "المخطوطة السرية" وليندا غرانت "الملابس على قفاها" وفيليب هينشر "العفو الشمالي" و "بحر الخشخاش" لاميتاف غوش، وارافيند اديغا "النمر الابيض" واخيرا ستيف تولتز "جزء من الكل" والعملان الاخيران هما الاول لكل من الكاتبين. يوضح ابراهيم درويش بصحيفة "القدس العربي" أن رواية غوش "بحر الخشخاش" هي الجزء الاول من ثلاثية تتابع رحلة سفينة ابيس في طريق الافيون. وهي تفتح فضاء العالم الذي شارك او اجبر على المشاركة في حرب الافيون وتقدم الشخصيات الرئيسية في العمل التي نتابع ملحمتها وتقدم صورة عن زمن الامبراطورية البريطانية وتجادل مصالح الدين، والسياسة والمال. الفكرة الرئيسية للرواية او ما سينتج عنه ثلاثية هي حرب الافيون التي اشعلتها بريطانيا الواثقة من نفسها ضد الصين الرافضة فتح ابواب بلادها للتجارة البريطانية، وفضاء الرواية وعالمها هو عالم الامبراطورية في القرن التاسع عشر، وسلطة شركة الهند الشرقية التي اوكلت لها مهمة توفير الافيون اللازم بزرع الحشيش واجبار المزارعين على زراعته بدلا من استخدام الارض لزراعة حاجياتهم الاساسية من البقول والارز. الصين في الرواية الاولى تبدو بعيدة الان تتسرب الينا اخبارها عبر التجار والمسافرين في البحار القريبة لكننا لسنا على اعتاب الحرب، في الجو غيوم، غطرسة وثقة ولغة يقدمها احد تجار الامبراطورية بيرنهام وصديقه التاجرالامريكي مستر داوتي لاحد ملاك الاراضي نيل راتان هالدر، الذي ورث ارضا واقنانا عن والده كانت في يد العائلة لمئات السنين، في حفل عشاء اقامه هذا الاقطاعي الهندوكي يتصرف التاجر الانكليزي بطريقة واثقة بان رفض الاقطاعي بيع املاكه لسداد ديونه سيكلفه ثمنا باهظا، سيدبر بيرنهام للاقطاعي في لحظة اخرى مؤامرة ليجرده من املاكه عبر استخدام خليلته ايلوكشي ، وينتهي نيل سجينا في واحد من سجون الامبراطورية التي اقامتها في جزر نائية مثل موريشوس وبينانغ في ماليزيا المعاصرة. واللافت في النقاش الذي دار على مائدة نيل قبل اعتقاله احتفاء برجلي الاعمال ان التاجر الانكليزي بيرنهام لم ير مبررا من استخدام الافيون لفتح ابواب الصين، لحرية التجارة وحرية الصينيين كما قال. يقول "الحرب عندما تحضر لن تكون عن الافيون ولكن المبدأ، مبدأ الحرية، حرية التجارة وحرية الصينيين" ويقول مضيفا "اذا كانت مشيئة الرب ان يكون الافيون وسيلة لفتح الصين لتعاليم المسيح فليكن الامر كذلك". وهي الاراء الحاضرة في داخل العمل هي تكرار لتبريرات الامبرطوريات عن الاحتلال والاستغلال والاستعباد للشعوب، مبررات تذكرنا بعبء الرجل الابيض في افريقيا لتنوير المتوحشين، وتبريرات جورج بوش عن مسيرة الديمقراطية والحرية التي تتقدم في العراق والشرق الاوسط. كذلك يشي حديث بيرنهام ان من يصنع الحرب ويصادق عليها ليس البرلمان البريطاني ولكن سادة الحرب وشركة الهند لانه لو انتظر هؤلاء موافقة البرلمان لما قامت حروب حسبما يقول بيرنهام.