صدرت الطبعة الثالثة من رواية أحمد العايدي "أن تكون عباس العبد" التي صدرت عن دار "ميريت" للطباعة والنشر بالقاهرة. في الرواية يتحدث المؤلف على لسان راوٍ يقابل صديقه "عباس العبد"، ويبدو الراوي غير راضٍ عن حياة صديقه لكنه يعيش معه، ويتهكم على الحياة من حوله ويتمرد، أو يبدو متمردًا على حياة "عباس" الذي يحترف "معاكسة الفتيات" حتى يقرر الانتقام منه، عندما يذهب بدلاً منه إلى الفتاتين وكلتاهما تحمل اسم "هند" وتعكسان طبقتين مختلفتين من المجتمع استطاع "عباس العبد" أن يوقع بهما في حبائله، فيتفق مع واحدة منهن "التي يرق لحالها" على الانتقام من "عباس"، وذلك بكتابة رقم تليفونه على أبواب "دورات المياه النسائية" مشفوعًا بعبارة "كلميني".. ونفاجأ في النهاية أننا بإزاء شخصية واحدة.. تعاني حالة الفصام... في هذا الإطار تدور أحداث رواية "أن تكون عباس العبد". صحيفة "أخبار الأدب" الأسبوعية المصرية وصفت الرواية قائلة: رواية تتخلي عن كل الأطر الكتابية المتعارف عليها، تستخدم لغة جديدة هي لغة الأرقام والموبايل والنت، تستفيد من الأسلوب السينمائي، التقطع المتعدد، الفلاش باك المتكرر، تؤكد أن كاتبها أيضا يلم بجانب من علم النفس هو العلاج الجماعي، حيث يتحول الطبيب إلى جزء من العلاج، هنا يمكن ملاحظة أن الراوي يسقط علي نفسه شخصية عباس العبد، وأن الأبطال يتحولون جميعا إلى صور لأنفسهم في مجتمع مريض يعاني من الانفصام. تقدم الراوية رؤية شاملة لأشكال أمراض الخوف "الفوبيا" مقدما العشرات منها ليؤكد بواسطتها مدى عزلته، كما يقدم من خلالها شخصية الطبيب النفساني عوني الذي يقوم باستغلال ابن أخيه عبر تعريضه لمختلف انواع الخوف كأداة اختبار يستخدمها في كتابته بحثا للحصول على شهادة الدكتوراه. ووفقا لصحيفة "الحياة" اللندنية يتحدث المؤلف بقاموس لغوي جديد ابتكره الشباب المصري الآن الذي لا يرى نفسه كما يقول الرواي إلا "عبدا إلكترونيا في مستعمرة بيل جيتس". ومن الرواية نقرأ: "من يقرأ التاريخ في معظم دول العالم الثالث سيجد المأساة مؤلمة، كثيرون تحرروا بالثورة من المحتل الأجنبي ليخضعوا طوعًا لبراثن (المحتل الوطني).. وفي ثلث بلدان العالم الثالث -تقريبًا- عليك أن تحمل (باسبور) "أمريكاني" لتعامل كمواطن محترم!!.. "طب إنتا عاوز إيه دلوقتي"؟؟؟ هم يقولون: إذا لم تفعل شيئًا لأحدهم، فإن أحدهم سيفعل شيئًا لك. وأنا أقول: إذا لم تفعل شيئًا لنفسك فإن أحدهم سيفعل شيئًا لك. والآن رجاء قدم لنفسك معروفًا، ولا تتلكأ. اعرف العدو الكامن فيك، ودعه ينطلق، اعط نفسك نقاط ضعفك، أعطه عيوبك، وقلبك المشوه.. ثم اقتل نفسك". أحمد العايدي روائي مصري، سيناريست، صحفي، وكاتب قصص مصورة، شاعر، ومصمم أغلفة يدرس التسويق بالجامعة المفتوحة، من مواليد السعودية 1974. حققت روايته الأولى "أن تكون عباس العبد" 2003 نجاحاً لا بأس به، أدى لتكرار طبعها وترجمتها.