دمشق: صدر مؤخرا عن دار قدمس كتاب "صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث" تأليف الأمريكية جويا بلندل سعد, وترجمه صخر الحاج حسين. ويقع في 200 صفحة من القطع الكبير. ينقسم الكتاب إلى خمسة أجزاء، المقدمة خصصتها المؤلفة للحديث عن الكتاب ومحتوياته والشخصيات التي تشكل أرضية بحثها، وكذلك موضوع "الأيْرَنَة"، أو الشعور الذاتي الإيراني الحديث بدءاً من القرن التاسع عشر انطلاقًا من العداء للآخر، وعلى نحو خاص للعرب. ووفقا لفضائية "العربية" يأتي الفصل الأول بعنوان "كتابات الرجال"، يتناول آراء الرجال, حيث تعاملت الكاتبة مع صورة العرب في مؤلفات خمسة أدباء إيرانيين: محمد علي جمال زاده، صادق هدايت، صادق جوبك، مهدي أخوان ثالث، ونادر نادربور. وتناول الفصل الثاني نتاج مجموعة من الكاتبات الإيرانيات البارزات مثل الشاعرة فروغ فرخ زاد، وطاهره صفار زاده، والروائية سيمين دانشوار. وقد صدر الكتاب مؤخرا بترجمة إيرانية حيث وجه الناشر الإيراني ناصر بوربيرار في مقدمة النسخة انتقاداً لاذعاً للمثقفين الإيرانيين في عدائهم للعرب بالقول "هذا الكتاب يوضح لنا مدى ارتباك مثقفينا في تبيين هويتنا القومية ويبحث عن فجاجة معاداة العرب المنتشرة والتي أصابت تقريبا كل الأدب الإيراني المعاصر بالاعتلال ونخرته حتى مستوياته العالية"، كما تذكر صحيفة "عكاظ" السعودية في عرض لها للكتاب. ويؤكد الناشر، أن العداء للعرب بين أصحاب الرأي في إيران، ظاهرة حديثة العهد، لم تتعد القرن الأخير. ويتطرق إلى موقف المثقفين الذين يصفهم باللادينيين في عهد الجمهورية الإسلامية تجاه العرب ويقول: إن اتساع دائرة العداء للعرب في عهد السلطة الراهنة، كما نشاهد مظاهرها، هي تجسيد للاستياء السياسي، وفي الحقيقة إن المثقف اللاديني الحالي يريد أن يحمل مسؤولية تخلفه الاجتماعي وعدم جدارته في الساحة السياسية والأحداث التي شهدتها البلاد خلال القرن الأخير يحمل هذه المسؤولية العرب الذين عاشوا قبل خمسة عشر قرنًا كي يبعد نفسه وببساطة عن الأسئلة الوطنية المطروحة عليه!. وتحدث الكتاب عن أدباء فرس آخرين تم الحديث عنهم في الكتاب مثل ( ميرزا آغا خان كرماني) الذي قال إن العرب حفنة من آكلي السحالي، الحفاة العراة والبدو الذين يقطنون الصحراء ، وكذلك (شاه رخ مسكوب) الذي قال إن إيران أصبحت مسلمة لكنها لم تتعرب وهو كتب: كانت إيران شجرة جديدة غُرست في مناخ الإسلام لكنها نبتت في تربة ذاكرتها القومية الخاصة بها . وقد صور هذا الشاعر القومي الفارسي العرب بأنهم أقل مدنية من الفرس.. وفي سفرنامة (كتاب الأسفار) لناصر خسرو (القرن الحادي عشر) تظهر صورة العربي البائس غير المتمدن.. ومثل هذين المتعصبيْن قومياً هناك صادق هدايت (1903 - 1951) الذي وصف العرب في معظم أعماله الأدبية بأنهم متوحشون وقساة ومتعطشون للدماء وأنهم موبوؤن وقذرون وبشعون وأنهم أصحاب جلود سوداء.