القاهرة: صدر حديثا عن دار الكتب والوثائق القومية المصرية كتاب "الماسونية والماسون في مصر 1798-1964" لوائل ابراهيم الدسوقي. يحاول الكتاب تسليط الضوء على المحافل الماسونية ودورها في التاريخ المصري، ويبدأ المؤلف دراسته للماسونية منذ الغزو الفرنسي لمصر في 1798 وهو العام الذي شهد انشاء اول محفل في مصر (محفل ايزيس) واقامه الضباط الفرنسيون الى العام 1964 عندما قررت الحكومة المصرية حل الجمعيات الماسونية في انحاء البلاد بعدما رفض محفلها الاكبر الكشف عن سجلاته ومستنداته. ووفقا لموقع "ميدل ايست" يقول المؤلف أن الماسونية "أتت غربية خالصة مع الحملة الفرنسية وانتهت غربية ممزوجة برموز وافكار شرقية. أتت مع الحملة الفرنسية لكي تخدم الاهداف الفرنسية في الشرق، ومحاولة من الماسونية العالمية لنشر افكارها في الجانب الشرقي من العالم". "جاءت الماسونية وبين طيات محافلها اهداف سياسية واقتصادية واجتماعية ونجحت في ضم اصحاب الرأي، تلك الشخصيات التي لعبت دورا بارزا في الحياة المصرية السياسية والاجتماعية من جميع الجنسيات الوافدة". ويرى الدسوقي أن الماسونية في مصر عملت في بعض الاحيان كسند قوي للحركة الوطنية ومؤيدة لها، وفي اوقات أخرى عملت كطابور خامس للسياسة الغربية، ويضيف ان الكثير من الماسون هاجموا الافكار المتطرفة كالصهيونية، والعديد منهم كانوا من دعامات الصهيونية. ويعتبر الدسوقي ان اهم صعوبة واجهته في اعداد الكتاب هي عدم وجود رؤية علمية واضحة عن تاريخ الماسونية في مصر والندرة الواضحة في وثائق الماسونية و"التي تكاد تنعدم في فترات عديدة نظرا للسرية التي غلفت بها الماسونية نفسها". كما تطرق الكتاب الى تأسيس "الشرق الاعظم الماسوني لمصر والسودان" الذي كان بمثابة عماد السيطرة الانجليزية على المحافل الماسونية واعضائها، وايضاح عمليات التمويل وطرق التكريس داخل المحافل وعلاقات المحافل المصرية بالشروق الماسونية الاجنبية.