واشنطن: صدر حديثا كتاب "مأساة بوش" لمؤلفه جاكوب وايزبرج يبحث فيه طريقة تفكير الرئيس بوش وتحليل سلوكه ومواقفه. ووفقا لجريدة "الوطن" السعودية يرى الكاتب أن حياة جورج بوش وفترة رئاسته على أنها نتاج عدد من العلاقات مع أسرته ومع رجلين استطاعا أن يؤثرا في إدارته بشكل كبير: كارل روف وديك تشيني، جميع هذه العلاقات ساهمت في فشل بوش، لكن أكثرها أهمية كانت علاقته المعقدة مع والده، جورج بوش الأب، الذي كان نموذجا يمثل ماضي أسرة بوش من المحافظون وكان حريصا ومنفتحا في نفس الوقت. يقول المؤلف إن جورج بوش الابن عانى من إهمال والده عندما كان طفلا بسبب انشغال الأب بعمله ومستقبله السياسي، ولذلك أشرفت والدته، التي كانت تعاني من الاكتئاب معظم الوقت، على تربيته. وعندما كبر جورج بوش الابن، وجد نفسه غير قادر على الالتزام بالمثال والنموذج البارز الذي يشكله والده، واختار أن يكون شخصا يكاد يقدم النموذج المعاكس لشخصية والده. فنظم حياته على مدى سنوات طويلة ليس على أساس بناء مستقبل شخصي مبني على قدراته الشخصية وكفاءاته، ولكن على أساس استغلال شهرة ونفوذ والده لتحقيق الكثير من الصفقات السريعة والسهلة. كان يحتقر العالم الارستقراطي الذي كانت أسرته تعيشه في نيو إنجلاند، واختار حياة أقل تهذيبا وأكثر عدائية في عالم النفط في تكساس. كما أصبح مدمنا على الخمر، لكنه عالج نفسه من الإدمان فيما بعد، وساعده شفاؤه من آفة الكحول على بناء شخصية أكثر عنادا وطيشا. يحاول وايزبرج أيضا أن يشرح الأدوار الاستثنائية التي لعبها كل من كارل روف وديك تشيني بأشكال مختلفة في حياة وأعمال جورج بوش الابن. ويقدم وايزبرج الرئيس بوش على أنه شخص مستهتر لا يكاد يهتم حتى بشعبيته أو إرثه الذي سيتركه بعد مغادرة البيت الأبيض، وأن علاقته بوالده جورج بوش الأب لعبت دورا كبيرا في اكتسابه هذه الصفات.