بيروت: في كتابه "قصة جوجل" تأليف ديفيد أ.فايس ترجمة مروان سعد الدين الصادر عن الدار العربية للعلوم "ناشرون" يقول المؤلف أنه بعد اختراع جوتنبرع آلة الطباعة الحديثة قبل أكثر من 500 سنة الذي ساهم في نشر الكتب والمجلدات العلمية وتوافرها على نطاق واسع للعامة لم يمنح أي ابتكار جديد الأفراد القوة، ويساعد على نقل المعلومات، مثل جوجل. ومن خلال قدرة جوجل السحرية وشعاره البسيط بألوانه المعروفة وخلفيته ناصعة البياض استطاع التأثير في مستخدميه عن طريق تقديم إجابات سريعة وثيقة الصلة بالموضوع عن الأسئلة التي يتم طرحها مئات ملايين المرات يومياً الطريقة التي يبحث الناس بها عن المعلومات، ويترقبون عبرها الأنباء. ووفقا لموقع "الدار العربية للعلوم" بين ليلة وضحاها، أصبح جوجل المتداخل مع نسيج الحياة اليومية، موقعاً لا يمكن الاستغناء عنه، يستعمله ملايين الناس يومياً بأكثر من 100 لغة، وقد بدأوا يعتبرون جوجل والانترنت شيئاً واحداً. لقد أصبح البحث عن المعلومات الفورية حول أي شيء وكل شيء ممكناً بواسطة الجوجلة "استعمال غوغل" عبر الحاسب أو الهاتف الخلوي. أخذ الرجال، والنساء، والأطفال يعتمدون بشكل مكثّف على جوجل حتى أصبحوا لا يتخيلون كيف استطاعوا العيش من دونه. التفوق الذي يتمتع به جوجل والقدرات البشرية الظاهرة للعيان تمنحانه سحراً خاصاً يؤثر بشكل مدهش على قطاع واسع من مستخدمي الحواسب-من الخبراء إلى المبتدئين-الذين يثقون بالعلامة التجارية التي أصبحت امتداداً لعقولهم. هذا السحر عالمي، وقد منح الموقع القدرة على التغلب على الاختلافات في الثقافة، واللغة، والجغرافيا في طريقه ليصبح المفضل عالمياً. بالنسبة لشركة فتية لم تنفق الأموال على الدعاية أو الترويج لعلامتها التجارية، تعدّ تلك منجزات لا مثيل لها. نمت جوجل بالكامل نتيجة كلام تم تناقله شفهياً، وكان المستخدمون الراضون يوصون أصدقاءهم باستخدامه، فيما عرف آخرون بالأمر عبر وسائل الإعلام والانترنت. بالفعل، بدأ الناس يشعرون بأنهم متعلقون عاطفياً بمحرك البحث هذا، وأخذوا يطلقون عليه كل ما يرغبون به من أسماء لإشباع اهتمامهم وفضولهم. في عالم متقلب، يقدم جوجل بشكل موثوق معلومات مجانية لكل من يسعى للحصول عليها. إنه شكل مغرٍ من الإشباع الفوري لعقولهم. لا يملك معظم مستخدمي جوجل أدنى فكرة عن الطريقة التي تمّ بها إنشاؤها، وما يجعله مربحاً وقيّماً جداً، والسبب الذي جعله يتفوق على منافسين يضربون جذورهم عميقاً في هذا المجال، وإلى أين ستكون وجهته في المستقبل. في طيات هذا الكتاب إجابة عن كل تلك الأسئلة المحيرة لمستخدميه والتي تبقى سرا لا يطلع عليه الكثيرون. يذكر أنه في قائمة تضم أكبر عشرة محركات بحث في العالم أصدرتها شركة "كوم سكور"، احتل "جوجل" صدارة القائمة بعد استحواذه على 62.4 في المائة من إجمالي عمليات البحث على الإنترنت في العالم، وجاء بعده ياهو الذي استحوذ على بنسبة 12.8 في المائة.