أتلانتا: بالرغم من أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر كان يكلف والدته القيام بمهام محددة مثل الاجتماع مع شخصيات رفيعة أجنبية، أو تمثيله في جنازات رسمية لرؤساء دول، إلا أنه علم مؤخراً فقط، بما كانت والدته المعروفة باسم "الآنسة ليليان" تقوم به خلال هذه المهام، عندما بدأ بإجراء بحث يتمحور حولها خلال وضع كتاب جديد عن حياتها. وبمناسبة عيد الأم الذي احتفلت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية هذا الأسبوع قال كارتر في كتابه الجديد "A Remarkable Mother" وفقاً لموقع "CNN العربية" أن والدته نجحت في بناء سمعة جيدة وصفتها بالشخص الذي يعبر عن آراء غير تقليدية، بالإضافة إلى بعدها عن التأثر بأي رأي خارجي. الكتاب الذي يؤرخ حياتها منذ ولادتها عام 1898 حتى وفاتها جراء مرض السرطان عام 1983، استند إلى مذكراتها ورسائل ومقابلات مع أفراد من العائلة وأصدقاء. وقال كارتر في الكتاب "المسؤولون في الخارجية الأمريكية كانوا دائما متوترين مما قد تقوم به أو تقوله ما قد يعد خرقاً للبروتوكول أو الإضرار بالعلاقات بين حكومتنا والدولة التي تقوم بزيارتها." وأوضح في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس "كانت مسألة ممتعة لي ان أكتب هذا الكتاب.. تعلمت الكثير مما كان خافياً عليّ." ومن هذه الأمور حسبما ذكرت "CNN العربية" ما قالته والدته في إحدى الزيارات الرسمية إلى إيطاليا، حيث تجاهلت التصريح المحضر مسبقاً، قائلة لوسائل الإعلام إنها سعيدة لوجودها في البلاد لثلاثة أسباب، منها أنها "لم تلتق بتاتاً إيطالياً بشعاً". تصريحاتها غير التقليدية والفظة أحياناً، كثيراً ما أحرجت نجلها المزارع الذي تحوّل إلى سياسي، حيث أمضى العديد من المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض وهو يرد ويفسر تصريحات والدته التي كانت قد أطلقتها في اليوم السابق. يُشار إلى "الآنسة ليليان" ألقت أكثر من 600 خطاب رسمي في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي الخارج، وبنت صداقات عدة منها مع الممثلة شيرلي ماكلاين والمغني فرانك سيناترا ودين مارتين، كما التقت بآلفيس بريسلي وبوب ديلان واثنين من باباوات الفاتيكان وقائمة طويلة من الرؤساء الأجانب. وكان نجلها البكر جيمي يعتبرها سلاحه السري في حملته الرئاسية عام 1976. يُذكر أن والدة الرئيس عُرفت على الساحتين السياسية والاجتماعية الأمريكيتين حتى قبل تسلم كارتر منصب قائد أركان القوات المسلحة. فقد عملت حسب "CNN" ممرضة في شبابها في بلدة صغيرة في جيورجيا، تعالج الأسر الأمريكية من السود ضاربة بعرض الحائط المحرمات التي كانت مفروضة في تلك المرحلة من تاريخ أمريكا. كما أنها كانت تصر على دخول الأمريكيين السود منزلها من الباب الرئيسي، عندما كانت العادات الاجتماعية تفرض دخولهم من باب خلفي. ولفت كارتر في الكتاب إلى الدور المؤثر الذي لعبته والدته وهي في سن ال68 حيث قامت بخدمة المصابين بالجذام في الهند المنبوذين، ولمدة عامين، مؤكدا أن ذلك ملأ قلوب جميع من شاهدوها ومنهم هو، بالفخر والاعتزاز.