بيروت: يأتي كتاب "الدروع الواقية من الخوف" الصادر ضمن سلسلة تكتيكات حرب اللاعنف عن الدار العربية للعلوم تأليف هشام مرسي، كاستعراض علمي لأحد تجليات تطور التجربة الإنسانية في حرب اللاعنف، بابتكار أدوات للحماية، تلك الأدوات التي تشكل طفرة في نظرية غاندي، التي كانت تعتمد المواجهة مع الخصم بالجسد، دون التفكير في استخدام أدوات للحماية. فكلما ازداد اضطرار الناس إلى المخاطرة بأجسادهم لانتزاع حقوقهم في حرية التعبير عن آرائهم - وفقا لكلمة الناشر - كلما ازدادت الحاجة إلى حماية أنفسهم من الخوف، وأجسادهم من الأذى، وحيث يمكن للبشر أن يعالجوا الآثار التي يخلفها الأذى في الأجساد، فإنهم لا يستطيعون أن يتخلصوا من أثر الخوف في النفوس إلا بإقتلاعه. ومن هنا كان هذا الكتاب ليستعرض إبداعات العقل البشري في التخلص من عقد الصراع واحدة تلو الأخرى، والتي يمثل الخوف واحدة من أهمها، وليتحدث عن إمكانية إحداث التحول حينما يتحرر العقل البشري ويصل إلى مستوى الاحتراف، ويتجاوز ألعاب الهواة. يقول المؤلف في مقدمة كتابه: إن حرب اللاعنف تتميز بفلسفتها القوية، التي ترتكز على عدالة قضيتها التي تدافع عنها، وتأكيد الإيمان لدى الجماهير بقدرتها على الفعل. ويشير إلى أن الهدف من نشر الدراسة المتعلقة بتكنيك الدروع للوقاية من الخوف هو إظهار عبقرية الإنسان المقاوم، الذي يصر على القيام بصناعة مستقبله، ولا يرضى بديلاً عن إسماع صوته، والتعبير عن رأيه، وتحقيق إرادته، وإن استدعى ذلك إبداع الوسائل المناسبة لحماية الجسد الذي يمثل أحد نقاط الضعف التي يستهدفها الخصوم، لإسكات قوة العقل، وهزم إرادة الصوت. ويؤكد المؤلف أن هذه الأداة - وهي الدروع - يجب ألا تستخدم إلا في ظل التمسك بفلسفة اللاعنف والحرص على الظهور بالمظهر الحضاري أمام الخصم، وأمام الجمهور، وأمام العالم. ويحكم استخدامها الوعي الصحيح بطبيعة الصراع، والمرحلة التي يمر بها، ومدى تجاوب الجماهير مع نشطاء المقاومة. بالإضافة إلى دراسة الخصم، وفلسفته، ونظرته إلى المطالبين بحقوقهم، والأساليب التي يتدرب عليها لقمعهم، وإقناعه بأن القوانين الحضارية وحدها هي التي تحسم الصراع.