القاهرة: صدر مؤخراً للمستشرق ماكس فون اوبنهايم كتاب "من البحر المتوسط الى الخليج"، الصادر حديثا عن دار «الوراق»، الذي يدوِّن فيه بداية رحلاته الى الشرق من بيروت عبر حوران والبادية السورية وبلاد ما بين النهرين الى بغداد والخليج العربي. حرص أوبنهايم وفقاً لجريدة "الجريدة" الكويتية المستقلة في عددها الصادر اليوم ، على كتابة الأسماء العربية للأماكن والأشخاص بشكل صحيح بأن طلب من سوريين متعلمين موجودين في الموقع نفسه كتابتها بالأحرف العربية. على أن الكاتب جاب عالم الإسلام مراراً وتكراراً ، فقد قادته رحلاته من المحيط الأطلسي الى الغانج والى زنجبار وإفريقيا الشرقية الألمانية ، وفي القاهرة سكن في الحي العربي وأمضى أشهراً عدة مع السكان المحليين ، ساعياً الى استكمال دراساته عن اللغة العربية وعن عادات المسلمين ومعتقداتهم. وقد نُشر تقرير أولي عن الرحلة التي تشكل موضوع هذه الصفحات، مع خريطة للطريق الذي سلكه، في نشرة بيترمان الجغرافية عام 1896. يشمل القسم الأول من "من البحر المتوسط الى الخليج" حسبما ذكرت "الجريدة" الطريق من بيروت عبر حوران وصحراء الحرّة الصخرية الواقعة وراءها والتي عبرها أوبنهايم من سالي الى الضمير على طريق جديد كلياً تقريباً حيث تمكن من تسلق براكين الصفاة. ويمشي القسم الثاني على الطريق من الضمير، الى بير زبيدة ثم الى القريتين عبر منطقة مجهولة ايضاً، وبعد ذلك عن طريق تدمر عبر البادية السورية الى دير الزور والفرات. لينتهي بذلك الجزء الأول. أما القسم الثالث فيتناول الطريق الجديدة بمعظمها عبر منطقة ما بين النهرين على امتداد نهري الخابور والجرجر الى نصيبين، الى الشيخ فارس، شيخ قبيلة شمر، الذي كان آنذاك يخيم الى الشمال من سنجار، ثم عبر سهول ما بين النهرين الى الموصل. ويشمل القسم الرابع والأخير السفر بالعبّارة على نهر دجلة نحو الأسفل حتى بغداد ثم السفر الى البصرة وعبر الخليج العربي. ومن كتب أوبنهايم كتاب "البدو" الذي يعتبر من مجلداته الخمسة، الذي صدرت ترجمته الى العربية (دار الوراق 2004 )، نتاج بحوث ودراسات معمقة استغرقت أربعين عاماً قضاها المؤلف في الشرق الأوسط. وقد شارك اوبنهايم في إنجاز موسوعته "ارش بروينلش وفيرنر كاسل" وصدرت تباعاً باللغة الالمانية في خمسة مجلدات، ظهر الجزء الاول منها في لايبزغ عام 1939، والثاني في 1943، والثالث في 1952، والرابع في 1967 والخامس في 1968.